كان محمد المولود بإحدى قرى ولاية الشلف سنة 1981 يتنقل من المدرسة الابتدائية إلى الكتاتيب ليتعلّم القرآن، وهو لم يبلغ بعد الثامنة من عمره، لأنّه تربّى في بيت أفراد عائلة كلّهم من حفظة القرآن الكريم، ولم يكن يقضي أوقات فراغه والعطل المدرسية في اللّهو كباقي أقرانه، بل يمكث بالبيت ليحفظ القرآن على يد والده الّذي كان إمامًا بقرية سيدي موسى بالشلف آنذاك، ثمّ على يد عمّه الشيخ سي الحاج بويعقوب، هذا ما جعله ينجح بتفوّق في المرحلة الابتدائية وينتقل إلى إكمالية الظهرة الّتي لم يواصل فيها تعليمه بعد أن أحرقت المؤسسة التّعليمية أثناء العشرية السوداء، الأمر الّذي دفعه إلى الانتقال إلى منطقة الدشرية أين كان والده إمامًا هناك، ويدخل المدرسة القرآنية حيث حفظ القرآن وختمه ما بين سنتي 1994/1995، وهو ما شجّعه على مواصلة التّعليم عن بعد حتّى السنة الثانية ثانوي، ثمّ أدخله والده إلى زاوية العلامة الشيخ سداوي بقرية عين مطبول ببلدية سيدي امحمد بن علي في غليزان لتعلّم أصول الفقه والنّحو والتّفسير ومختلف علوم الشّريعة.نشاط الشيخ محمد بلحمر لم يتوقّف عند هذا الحدّ بل تعلّم التّجويد على يد صديقه عبد العزيز كتروسي، وساعده في ذلك الصّوت العذب الّذي وهبه إيّاه الله تعالى، والّذي يعشقه الكثير ممّن يصلّون وراءه التّراويح، سواء خلال أدائه الخدمة الوطنية أو بعدها في المساجد الّتي أمّها.وإلحاح المرحوم والده عليه كي يصير إمامًا مثل باقي أفراد العائلة الكبيرة، جعل محمد يشارك في المسابقة الوطنية ويتمدرس بمعهد بن داود بغليزان لمدّة ثلاث سنوات ليتخرّج إمامًا ويحقّق أمنية أبيه المتوفى سنة 2014، وهو الآن ينتظر التعيين من الوزارة الوصية.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات