“بودي غارد” وسيط في صفقة استيراد لـ ”نفطال” مع إسرائيل

+ -

فتحت محكمة بئر مراد رايس، أول أمس، ملف قضية مثيرة، بطلها حارس شخصي “بودي غارد”، وفرد في فرقة حماية الشخصيات الهامة، توبع بتهمة التهديد بالقتل من طرف مدير شركة خاصة، غير أن محاكمته كشفت عن أسرار أخطر، بعد أن فضح قضية صفقة استيراد بين مؤسسة “نفطال” وإسرائيل.القضية حركتها شكوى من مدير شركة مختصة في استيراد أجهزة الإعلام الآلي والهاتف الثابت، مقرها بدالي إبراهيم في العاصمة، ضد مدير الإدارة بشركته، وحارس شخصيات سابقا، يتهمه فيها بتهديده بالقتل وانتحال صفة شرطي، ودعّم شكواه بشهادة شهود.وتم سماع المتهم المتواجد حاليا رهن الحبس، من قبل مصالح الأمن بعد تفتيش منزله، حيث ضبطت بحوزته بطاقات زيارة تحمل أرقام هواتف وزراء سابقين بارزين في حكومة الوزير الأول عبد المالك سلال، من بينهم وزير الداخلية السابق محمد يزيد زرهوني، ووزير العدل السابق الطيب بلعيز، كما ضبطت بحوزته بطاقات مهنية ودفترا خاصا بالتكليف بالمهام الأمنية، وعُثر أيضا في بيته على صور له تجمعه بشخصيات سياسية بارزة في الدولة، حيث شغل سابقا عدة مناصب في مؤسسات عمومية، كما كان شرطيا بمصلحة الحماية والأمن “أس.بي.أس” بالمديرية العامة للأمن الوطني.وهذا ما أكده المتهم في جلسة المحاكمة، حيث قال إنه شغل عدة مناصب أمنية في الدولة، وكان مكلفا بحماية شخصيات بارزة في الحكومة، موضحا “تعرفت على عدة وزراء سابقين في حكومة سلال، وتحصلت على أرقام هواتفهم وأخذت صورا معهم للذكرى فقط”.أما عن البدلات النظامية والبطاقات المهنية التي اشتبه استغلاله لها في التوسط في إبرام الصفقات بين إسرائيل وشركة “نفطال” بالخروبة والتي تم إحضارها من قبل القاضي من غرفة المحجوزات لمواجهة المتهم بها، فأوضح هذا الأخير أنه كان يحوز عليها منذ سنة 2004 بعد فصله من سلك الأمن.أما عن سبب تحريك شكوى التهديد بالقتل من قبل مدير شركة “نات وورك”، فجاء في معرض أقوال المتهم أنه توسط في إبرام عدة صفقات بين شركة الضحية ومؤسسات عمومية وأخرى خاصة على مدار عدة سنوات، إلا أن ما فجر القضية هو توسطه لصالح نفس الشركة عند مؤسسة “نفطال” بالخروبة، من أجل صفقة لاستيراد عتاد إعلام آلي من إسرائيل قدرت قيمته بما يقارب 1.5 مليار. كما وأوضح أن شركة “نفطال” رفضت في البداية عرض صاحب الشركة، بعد أن علمت أن مصدر التجهيزات إسرائيل، إلا أن تدخل الحارس الشخصي واستغلاله صلته بشخصيات بارزة في الدولة مكنته من إقناع مسؤولي مؤسسة “نفطال”، وهي التصريحات التي أذهلت الحضور وأصحاب الجبة السوداء.وجاء في أقوال المتهم أنه طلب من صاحب الشركة تسليمه مبلغا ماليا معتبرا مقابل وساطته ومساهمته في إقناع مسؤولي مؤسسة “نفطال” بالصفقة، لكن المدير رفض واكتفى بتسليمه قسطا بسيطا من المبلغ المتفق عليه، ثم تهرب من دفع باقي المبلغ، وعندها قرر إيداع شكوى قضائية ضده يتهمه فيها بتهديده بالقتل وانتحال صفة شرطي للتخلص منه.وبعد المناقشات القانونية، التمس وكيل الجمهورية تسليط عقوبة ثلاث سنوات سجنا نافذا و50 ألف دج في حق “البودي غارد”، في حين قرر القاضي تأجيل النطق بالحكم لاحقا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات