هل حقيقة أن النشاط الدبلوماسي الذي تشهده الجزائر مردّه إلى حيوية وجدّية السياسة الخارجية الجزائرية، والتي هي بدورها ينبغي أن تكون انعكاسا للسياسة الداخلية؟! هل يمكن أن ينجح البلد في سياسته الخارجية وهو يعاني من فشل ذريع في سياسته الداخلية؟!عندما نرى رؤساء إفريقيا يزورون الجزائر تباعا نقول إن الدبلوماسية الجزائرية بخير.. وبالتالي فوضع الجزائر الداخلي أيضا قد يكون بخير! لكن عندما ننظر إلى الاضطرابات الاجتماعية والسياسية العديدة التي تعصف بالبلد نقول لماذا تنجح الجزائر في استقطاب الخارج ولا تنجح في استقطاب الداخل؟! وما هو السر يا ترى في هذه الظواهر الغريبة؟!أحد العارفين بالسياسة الخارجية الجزائرية قال لي إن الاستعراضات التي يقوم بها الرؤساء والأفارقة للجزائر تباعا لا علاقة لها بنجاح الدبلوماسية الجزائر في إفريقيا، بل إن الزائرين “شمّوا” رائحة السخاء الذي تمارسه “دولة الرجل المريض” الجزائرية! فمنذ أن أقدم بوتفليقة على إلغاء ديون بعض الدول الإفريقية لدى الجزائر، منذ سنتين أو ثلاث، فتحت شهية هذه الدول لزيارة هذا البلد الذي يمارس رئيسه الكرم الحاتمي على الأفارقة، في وقت قلّت فيه الصدقة الجارية!بعض رؤساء إفريقيا الذين يزورون الجزائر لا يطلبون مساعدات من الجزائر لفائدة شعوبهم، بل يطلبون مساعدات لحسابهم الخاص كرؤساء مقابل إصدار شهادات زور في مدح الرئيس الجزائري، ووضعه بأنه وحيد زمانه نباهة ونزاهة وفطانة، وأنه محرر إفريقيا وبانيها! وبأنه لا ينطق إلا بالحكمة.. تماما مثلما كان هؤلاء يمارسون الشيء نفسه مع “الزعيم الخالد”، الراحل ملك ملوك إفريقيا معمر القذافي رئيس الولايات المتحدة الإفريقية؟! وأنتم تعرفون كيف كان موقف قادة إفريقيا من القائد الملهم معمر القذافي في الاتحاد الإفريقي بمجرد أن تمّ التمرد عليه؟!الملموس الذي أحس به الجزائريون من زيارات هؤلاء القادة الأفارقة للجزائر هو أن عاصمة البلاد تشل مروريا كلما زارنا رئيس دولة، وكلما زادت زيارات الدول الأجنبية للجزائر كلما زادت المحن المرورية في الجزائر وشلت مدينة الجزائر عن الحركة، ولا شيء غير هذا.. وأرجو أن أكون مخطئا.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات