كان من الأنسب أن نعلق على الحملة الانتخابية هذه اسم حملة “الضحك على الشعب” أو حملة إضحاك الشعب على نفسه..ولد عباس مثلا قال إنه وحزبه بصدد تسليم المشعل للشباب، ويقصد تسليم المشعل لابنه، لكن ابنه هرب إلى الخارج بـ”الكمّوسة” التي جمعها من المرشحين! وهو ينتظر هناك انتصار حزب والده في الانتخابات القادمة ويشكل الحكومة ويأمر والده بإفراغ الملف من المتابعة القضائية، ويدخل ابن الزعيم فاتحا كما دخل شكيب خليل أول مرة! ويستلم المشعل من أبيه!مناضلة في هذا الحزب تحدثت بإسهاب عن برنامج الحزب الانتخابي، الذي أساسه عائدات الحاسي. ولما تراجعت عائدات الحاسي وجب التقشف، وقالت الزعيمة الأفالانية إنها ستعمل في البرلمان على تقليص إنتاج “الصاشيات السوداء”! وبالطبع ليس حفاظا على البيئة، ولكن لتخليص استخدام السراق لهذه “الصاشيات” في شراء أصوات الناخبين مستقبلا.. وهذه هي الإصلاحات الدستورية التي جاءت بها الإصلاحات الأخيرة في موضوع محاربة الفساد وتجسدها نساء الأفالان في البرلمان في العهدة القادمة!وزارة الداخلية والأحزاب وجدت الحل لمسألة البطالة لدى الشباب، فقام هؤلاء بتوظيف الشباب البطال في لبس “يافطات” كتب عليها “انتخب حتى لا تكون هناك بطالة في صفوف الشباب”! والشباب البطال فرح أيما فرح بهذه الوظيفة الجديدة التي كسر بها كابوس البطالة!المفارقة العجيبة أن هؤلاء الشباب البطال يحملون “اليافطات” التي تدعو إلى الانتخاب، ولكنهم عندما يحدثون الشباب مثلهم على انفراد يقولون لهم “لا تنتخبوا حتى لا يحدث لكم ما حدث لنا؟! الحكومة والأحزاب تنافق الشعب والشعب ينافق هؤلاء أيضا! والنتيجة يعرفها العام والخاص يوم 5 ماي، حين يكشر التزوير عن أنيابه ويبتلع كل ما أتى به الأفاكون من إفك ومكر سياسي وغير سياسي! وتعلن “الكوطا” عن نفسها!- المضحك في الأمر كله أن الحكومة طبخت الدستور فقط في الفقرة التي تدعو إلى وضع المترشحين جميعا في عطلة مدفوعة الأجر، فالحكومة عطلت ثلثها المترشح والإدارة ألغت كل أجنداتها، ولم تبق إلا على أجندة الانتخابات، والأمن هو الآخر ضبط كل عقارب ساعاته على الانتخابات، والنتيجة، هذا الإحساس العام الذي يغمر الشارع ضد هذه الانتخابات، وملامح العزوف الواسع أصبحت أكثر من مشكلة، ولابد أن تحصل “هوشة” داخل سرايا الحكم في توزيع “الكوطات” حين ينتهي مبرر الانتخابات بالأصوات في تدبير موضوع توزيع “الكوطات”! فحين يكون الغياب كاسحا، توضع السلطات المكلفة بتقسيم “الكوطات” في حالة حرج، خاصة وأن الأحزاب الموعودة بـ”الكوطة” كُثر.. وأحزاب الحكم عندها شراهة أنانية زائدة، وقد تعرف البلاد قلاقل عشية توزيع الكوطات وبعدها عند تنصيب الحكومة! وعندها ستتحول هذه الانتخابات من مضحكة إلى مأساة وطنية حقيقية[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات