يسافر ذهني هذه الأيام إلى حديث المسؤولين عن المشاريع، والمواضيع والقرارات والقوانين التي تطرح كل يوم، يقولون “إنجاز أفلام”.. كم هذا جميل، أن يكون تفكرنا خالص النية لتطوير الساحة الفنية ومنح المبدع الجزائري المزيد من الضمانات لحياة كريمة، إنهم “يقولون الحياة الكريمة بعد حوالي خمسين عاما من العطاء الفني”، بعد أن رحل من رحل ولا يزال يعاني الكثيرون بسبب المرض والأسماء كثيرة. بلا شك لا أملك إلا أن أحمد اللّه كثيرا في جميع الأحوال.بين السينما والدراما والمسرح حياة الفنان الجزائري لا تزال تعرف الغموض، لهذا تقرر اليوم التوجه نحو تأمين حياته ومنحه مزيدا من الكرامة، كما يقول “قانون الفنان” الجديد الذي طرح معه بطاقة الفنان.. مبادرة جيدة لا شك، لكن بمعرفتي الطويلة بالساحة الفنية أعتبرها مبادرة “متسرعة” تحتاج إلى مزيد من التحقيق والتدقيق، وإعادة النظر فيها قبل إطلاقها، فما تشهده الساحة الفنية في الجزائر يحتاج أولا إلى مراجعة عميقة في ظل ارتفاع أصوات “النشاز”، واختلاط المبدع بالمدّعي، لهذا كنت أقول في نفسي لماذا لم تفكر وزارة الثقافة في جمع الفنانين الحقيقيين قبل إطلاق مبادرات كهذه المبادرة، بلا شك قد تكون “طلقة نار” قد تقتل المبدع الحقيقي لو لم نوجهها في الطريق الصحيح.نحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى جمع الفنانين الحقيقيين لمراجعة المشاكل وبحث الحلول وتحديد مفهوم “المهنية” لدعم المبدع الشاب الحقيقي، الرسام، النحات، الموسيقي، الممثل وغيرهم من الذين يقفون اليوم أمام طابور “بطاقة الفنان”.إن أخذ المبادرة من قِبل وزارة الثقافة وكذا وزارة العمل لا يكفي، يجب أن تكون هناك إرادة سياسية أقوى في هذا الاتجاه. صحيح أن مجلس الآداب والفنون خاض نقاشا دام حوالي السنتين ونصف السنة، لكن لغاية اليوم لم يستطع الإجابة على السؤال الجوهري “من هو الفنان الحقيقي؟” و«لماذا هذه البطاقة اليوم؟”. لقد قضينا عقودا من أعمارنا بلا بطاقة؛ هل أثّر ذلك على محبة الجمهور لنا؟! يمكن القول إن البطاقة هي أحسن من لا شيء. يمكن القول إن بطاقة “الشفاء” هي شيء إيجابي ربما، كما تقول الوزارة إنها ستمنح الفنان تقاعدا ولكنها لن تمنحه الموهبة.. لن ترفع من حب الفنان الحقيقي لعمله، ولن تحل المشاكل الحقيقية التي نعرفها حق المعرفة في المجال، والتي أعتقد أن لا مجال لحلها دون وضع “قانون الفنان” الذي لا نعرف مصيره إلى غاية الآن.. هل يستحق الفنان الجزائري هذا القانون أم لا؟ منذ عقود من الزمان لا نعرف الإجابة فمتى سيتحقق الحلم المستحيل.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات