أولا وقبل كل شيء لنا سؤال: “لماذا يفوق عدد أعوان الأمن عدد المتظاهرين؟ǃ” سؤال آخر موجه إلى زعماء المعارضة وهم كثيرون: “لماذا هذه الوفرة في الأحزاب في بلد يبحث عن الديمقراطية؟ لماذا لا يلخص/ يقلص هؤلاء الزعماء عدد أحزابهم إلا بالطريقة المستعملة في هذه الفترة. أي تشييد جبهات لا تزيل هذا العدد الهائل من الإيديولوجيات والشعب لا يريد إسقاط النظام فقط وإنما إسقاط المعارضة كذلك، لأنه يرى فيها تبذيرا للمال وضياعا للوقت وسيلا للعاب، خاصة عندما يعلم هذا الشعب (أو الغاشي، حسب رأي الكثير من “المتنوّرين”) أن أغلبية الزعماء في الوقت الراهن، مارسوا السلطة وأداروا الدولة و”تقمقموا” فوق رؤوس الجماهيرǃ خاصة وأن هؤلاء الناس لا يعرفون للنقد الذاتي سبيلا، أبدا لأن الزعيم لا يخطئ ولا يلام، ومن فصائله: العنجهية حتى يحترمه (يهابه؟) المناضلين وتهابه السلطة، كل هذه الأسئلة وهذه الملاحظات حول المعارضة الجزائرية لا تنتظر الرد ولا الجواب، لأننا أصحاب الريب والتشكيك الذاتي وهم أصحاب المطلق والإطلاق، خاصة أن بعض الزعماء نصبوا أنفسهم زعماء بلا حدود وبلا أحزاب. فهم يمثلون نفسهم بأنفسهم وكفى بالله سبيلاǃ وإذا حللنا بعض الشيء حالة هؤلاء الزعماء الذين لا يحتاجون إلى إطار سياسي معيّن للممارسة السياسية، وإنما يعوّضون هذا الإطار “بالكريسمة” والهيبة اللدنية ويعوّلون خاصة على الصحافة حتى تلعب دور المستشار الإعلامي الذي يفتقدونه، ورغم قلة عددهم، فإن هؤلاء الساسة يرفعون أصواتهم عالية تدوي في الأفق في كل زمان ومكان.يقولون هكذا تحدّث ZARATHOUSTRI قال عوض وهكذا حدّث أبو هريرة، قال: “ونحن نعلم كذلك بالنسبة لهؤلاء الأشخاص المستقلين و”الأحرار” أنهم مثلهم مثل زعماء الأحزاب الضخمة قد مارسوا السلطة ونفخوا في المزمار (والزرنة؟) وقاموا بأعمال جميلة وقاموا بأعمال سيئة كذلكǃوبصفة عامة، فإن هذه المعارضة تفتقد كثيرا إلى روح الفكاهة وخفة الظل ورونق الأداء. بل بالعكس، هم يحسبون أنفسهم عمالقة الإرشاد وطفاحلة الجدلية، فلماذا هذا الحمق المنطوي على نفسه والمتجبر على الناس؟ وهل يعرف هؤلاء الأشخاص عدد الإشاعات والنكت التي “تصنع” يوميا ضدهم، باطلة كانت أو حقيقية؟ فتزيد هذه الإشاعات (ضد السلطة وضد المعارضة) في الطين بلة وفي الأجواء تعفنا.ولكن كل هذه الملاحظات يمكن أن نطبقها –كذلك- على العالم “المتقدم” والثري، وهنا نستشهد بمقال شوقي العماري الصادر يوم الأربعاء 25 فيفري 2015 في جريدة “الوطن” الناطقة بالفرنسية في ركنه “نقطة الصفر” والمعنون هكذا: “ماذا تريد؟”يقول شوقي العماري إذن، بالنسبة لكل هذه التناقضات الجزائرية والعالمية “مثلما هو الحال في أوروبا والولايات المتحدة، فإن الأوليغارشيات المالية في الجزائر، سوف تقلّص من حرية التعبير وبعد ظهور الإشهار الذي قتل كل نقد وكل انتقاد على الساحة الإعلامية التي ترتزق منه، سيجبرنا هذا الإشهار لا محالة على اللجوء إلى الرقابة الذاتية العامة، نحن الذين نريد أن ندوم وأن نبقى”.لقد هزّأت السفسطة هذا الوطن وهي تأتي يوميا من خلال الصحف والإذاعات والتلفاز، فتلتهم أمخاخنا التي لم تفهم إلى حد الآن ما معنى كلمة “ديمقراطيةّ التي تمضمض بها النخبة السياسية الجزائرية، صباحا مساء بالضبط، خاصة وأنها يونانية الأصل وكانت تطبّق على مجتمع يعيش فيه ألف مواطن حر ومات الآلاف من العبيدǃǃ
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات