جمعية العلماء تنظّم تأبينية للشيخ محمد شرفاء

دعا رفقاء ومحبي الرّاحل الشّيخ محمّد الأكحل شرفاء وأعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، مساء أوّل أمس، بنادي الترقي بالجزائر العاصمة، الشّباب إلى الاقتداء بمنهج الفقيد في العلم وحبّ الوطن والدّفاع عنه. وأفاد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الدكتور عبد الرّزّاق ڤسوم، خلال تأبينية الشّيخ محمّد الأكحل شرفاء، إنّ الرّاحل كان بمثابة ”موسوعة علمية تفيض بالقيم الدّينية والرّوح الوطنية”، ملمّحاً إلى أنّ الرّاحل عمل طيلة حياته على ”ترسيخ هذه القيم والدّفاع عنها”. ودعا ڤسوم جيل شباب إلى الاقتداء بمنهاج الرّاحل، والباحثين والطلبة إلى استغلال الموروث العلمي للفقيد في أطروحاتهم العلمية.من جهته، دعا وزير الشّؤون الدّينية الأسبق، الدكتور السّعيد شيبان، إلى ضرورة تلقين العلم الّذي تركه الرّاحل والتحلّي بفضائله، معتبرًا أنّ هذا العلم ”يحمل قيم الدّين والأخلاق والوطنية”. وبدوره، عَدّ عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الأستاذ عبد القادر فضيل، الرّاحل ”قامة من قامات العلم بالجزائر”، مؤكّداً أنّه ”لم ينقطع عن حقل العلم وتلقين المعرفة إلاّ بعد أن نال منه المرض”.تجدر الإشارة إلى أنّ الشّيخ محمّد الأكحل شرفاء من مواليد 18 فيفري 1925 بقرية إغيل عليّ ببني أورتيلان بسطيف. تلقّى علومه الأولى بمسقط رأسه على أيدي علماء المنطقة، ثمّ انتقل إلى باتنة ودرس بمدرسة التربية والتعليم الّتي كان يديرها الشّيخ محمّد الحسن فضلاء، قبل أن يشدّ الرّحال إلى الجامع الأخضر بمدينة قسنطينة، ليتتلمذ على يد رائد النّهضة الجزائرية الشّيخ عبد الحميد بن باديس، لينتقل بعدها إلى الزيتونة في 1947 حتّى 1949، وبعد عودته ساهم في التّعليم والتّربية بمنطقة القبائل الصغرى، وتعرّض أثناء الثورة التّحريرية للملاحقة والتّضييق من قِبل السلطات الاستعمارية في أثناء تدريسه بمدرسة ”التّهذيب” ببرج بوعريريج و«الإحسان” بالقليعة. وبعد الاستقلال عمل في التّعليم الثانوي وبالتّفتيش بوزارة الشّؤون الدّينية حتّى تقاعده في 1986، وساهم مع بداية تسعينيات القرن الماضي في بعث نشاط جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وانتخب سنة 2008 نائباً لرئيسها، ثمّ رئيساً شرفياً لها، وبقي حتّى وفاته يقدّم دروسا ومواعظ بمساجد العاصمة.