“مراسلون بلا حدود” تتهم السلطة بتخويف الصحفيين

38serv

+ -

تفاعلت منظمة “مراسلون بلا حدود” مع الرسالة الأخيرة للرئيس بوتفليقة، بمناسبة عيد النصر يوم 19 مارس الجاري، وذكرت أن “تصريحات رئيس الدولة فيها تحامل على الصحافة، وهذه المحاولة الجديدة لتخويف وسائل الإعلام القريبة من المعارضة، تصنف في خانة “المناخ الصعب” الذي تمارس فيه الصحافة، منذ إعادة انتخاب بوتفليقة في أفريل 2014”.اقتطعت “مراسلون بلا حدود” بباريس من رسالة بوتفليقة، في نسختها الفرنسية، العبارة التالية: “إنني أرى جموعا من أدعياء السياسة، تدعمهم صحافة لا تهمها أخلاقيات المهنة، تعمد، صباح مساء، إلى بث الخوف والإحباط في نفوس أبناء هذا الشعب وبناته، وإلى هدم ثقتهم في الحاضر والـمستقبل. إلا أن أراجيفهم لـم تـنطل، ولن تـنطلي، على هذا الشعب”. وعلقت المنظمة على هذا المقطع، في بيان أمس، قائلة: “هذا التصريح الذي ورد حصريا في النسخة الفرنسية من خطاب الرئيس، والذي تم إعادة تصحيحه بواسطة برقية حكومية، فترك المجال للتفكير بأن النص لم يحرره الرئيس بنفسه، ولكن أضيفت (عبارة الصحافة) من طرف أشخاص قريبين من مصدر القرار”.واستدلت المنظمة بكاتب صحفي (عبد الرزاق مراد)، قالت إنه “في جوان 2014 كتب على أعمدة يومية “الوطن” الصادرة باللغة الفرنسية، عن مخطط لإزعاج ومضايقة وسائل الإعلام على أعلى مستوى من مصدر القرار، وبعبارة أخرى على مستوى دائرة مغلقة في رئاسة الجمهورية، التي وحدها تضع استراتيجيات زعزعة الاستقرار قبل وضعها حيز التنفيذ”.وصرحت مديرة البرامج في “مراسلون بلا حدود”، لوسي موريون، بأن “رسالة الرئيس بوتفليقة تثير مخاوف بشأن تقوية الضغوط لاستهداف الصحفيين، والتي من شأنها الإضرار بالوضعية التي يمارس فيها الصحفيون مهامهم”. وذكرت المنظمة أن الرسالة تناقض خطاب بوتفليقة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة 3 ماي 2014، حيث “التزم رئيس الدولة بالسهر على حماية وضمان ممارسة حرية التعبير والتفكير، بعيدا عن أي ضغط أو وصاية أو مضايقات، ولوحظ بشدة بأنه منذ العهدة الرابعة لعبد العزيز بوتفليقة، كثرت وتعددت الصعوبات التي يواجهها الصحفيون”.وأرفقت المنظمة بيانها الصحفي بوقائع تكشف هذه الصعوبات، مشيرة إلى أنه “في نوفمبر 2014 نددت “مراسلون بلا حدود” بالحبس التعسفي للصحفي عبد السميع عبد الحي لأكثر من 19 شهرا، حيث لم يحدد تاريخ لبدء محاكمته. وفي فيفري 2015 حكم غيابيا بثلاث سنوات حبسا نافذا وغرامة مالية بـ200 ألف دينار، عن تهمة الإساءة إلى الرسول، ضد الصحفي السابق ليومية “الجمهورية” محمد شرقي، وفي مارس الجاري، سحبت بطاقة اعتماد مراسل الصحيفة الدولية السعودية “الشرق الأوسط”، بوعلام غمراسة، في الجزائر من دون سبب واضح”.وأردفت المنظمة: “وفي رد فعله على سحب بطاقة الاعتماد من مراسل “الشرق الأوسط” في الجزائر، صرح وزير الاتصال، حميد ڤرين، بخصوص هذا الموضوع، بأن وسائل الإعلام الأجنبية ملزمة باحترام “قواعد اللعبة”، دون أن يوضح قصده من هذا الكلام”.وأفادت المنظمة بأن “وسائل الإعلام أيضا عليها مواجهة ضغوطات القطاع الخاص. فمؤخرا، هدد المدير العام لمتعامل الهاتف النقال “أوريدو”، جوزيف جاد، بأنه لن ينشر إعلاناته في صحافة تهاجم الجزائر وقطر”. وللتذكير، صنفت الجزائر في الخانة الحمراء ضمن ترتيب “مراسلون بلا حدود” لسنة 2015، حيث احتلت المرتبة 119 دوليا من بين 180 دولة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات