هل فعلا تحولت مدينة تيزي وزو إلى عاصمة سياسية للجزائر؟!من أراد أن يحتج سياسيا على سياسة الحكومة عليه أن ينظم احتجاجه في مدينة تيزي وزو.. فهي مدينة لا يُظلم عندها أحد؟أول أمس، نظم التجار إضرابهم في هذه المدينة، ويوم أمس نظم عمال غير سيدي السعيد احتجاجهم على إلغاء التقاعد المسبق في مدينة تيزي وزو... وقد كان احتجاجا ناجحا... ولم يذهب إلى العنف!وهنا لابد من طرح سؤال: لماذا عندما تنظم الاحتجاجات السياسية في مدينة تيزي وزو، في الغالب الأعم، لا تذهب إلى العنف، وعندما تنظم في مناطق أخرى يتدخل عامل العنف؟! لا جواب عندي عن هذا السؤال بصورة قطعية...إضافة إلى ما يمكن أن نسميه بنضج سكان هذه المدينة في تنظيم الاحتجاجات السلمية، فهذه المدينة عريقة في تنظيم الاحتجاجات السلمية... وفي هذه الجهة أيضا لا تستطيع السلطة أن تزوّر الانتخابات وتضع من تريد على رأس ما تريد من المؤسسات.الدستور يقول إن عاصمة البلاد هي الجزائر... لكن قرار السلطة غير الدستوري والقاضي بمنع النشاط السياسي في عاصمة البلاد، هو الذي جعل تيزي وزو هي المؤهلة لأن تحل محل الجزائر، في أن تصبح عاصمة البلاد السياسية بطريقة غير معلنة!هل من صلاحيات السلطة أن تجمّد الدستور والعمل به في المجال السياسي بعاصمة البلاد هكذا بتعليمة من وزارة الداخلية لمنع التجمع في العاصمة للاحتجاج؟! وهل من الدستورية التمييز بين العاصمة وغيرها من المدن، حيث يحرم سكان العاصمة من الاحتجاج السياسي ويسمح بذلك للولايات الأخرى؟! في كل دول الدنيا، فإن العاصمة السياسية للبلاد هي المكان المناسب لممارسة الاحتجاج السياسي... لكن عندنا الأمور مقلوبة! ربما لأن السلطة موجودة في العاصمة ولذلك يوجد العنف ولا توجد السياسة. المبرر الذي قدمته السلطة لمنع الاحتجاجات في العاصمة هو الحفاظ على الأمن العام في العاصمة السياسية للبلاد... لكن الحقيقة غير المعلنة هي أن هذا المنع سببه إخفاء هذه الاحتجاجات، لكن مع وجود السماوات المفتوحة بواسطة الأنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، لم يعد هذا الأمر خافيا إذا جرى في المدن الداخلية... ولهذا فإن بقاء هذا الإجراء غير الدستوري معناه نقل العاصمة السياسية من الجزائر إلى تيزي، سواء كان ذلك عن قصد أو غير قصد؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات