كنا نتحدث عن انتخابات تجري بتزوير أصوات المواطنين.. لكن الآن دخلنا في مرحلة جديدة من التزوير، وهي تزوير قيادة الأحزاب الحاكمة ضد مناضليها، وكذلك الأحزاب الإسلامية، أي أن التزوير الذي تمارسه السلطة لا يمس فقط أصوات المواطنين بل يمس أيضا إرادة وأصوات المناضلين في الأحزاب إزاء قضية ضبط قوائم المرشحين..1 - هناك بعض الأحزاب بدأت تزور قوائم المرشحين ضد إرادة مناضليها على مستوى الدوائر الانتخابية.. فالدستور الجديد ينص على حكاية منع الترحال الحزبي بين المناضلين! لكن الحاصل أن هناك وزراء ومسؤولين لا علاقة لهم بالأفالان وناضلوا في أحزاب أخرى ثم تبنتهم الأفالان ورشحتهم على رؤوس قوائمها ضد إرادة المناضلين... ووصل الأمر حتى إلى تزوير بطاقات النضال لهؤلاء المسؤولين من طرف قيادة الحزب، وقد يؤدي الأمر إلى أن مناضلي الأفالان سيدعون إلى المقاطعة بعد إعلان قيادة الحزب لعملية التزوير هذه!2 - ما يحدث في الأفالان والأرندي في موضوع الترشيحات غريب وعجيب، فالمعركة المتصلة بالترشيحات تجري بين جماعة الشكارة التي تحولت إلى “الباكي” أي الرزمة “الدوفيزية”، وبين المسؤولين في الدولة الذين اجتاحوا بترشحهم قوائم هذين الحزبين ضد إرادة المناضلين.ولد عباس يقوم بإعداد قوائم الترشح على طريقة “بابا نوال”، يجتمع بالمحافظين ويأخذ منهم القوائم ويتجه بها إلى مكان مجهول لضبط القائمة النهائية بعيدا عن اللجنة المكلفة بالأمر.. بعضهم يقول إنه يتجه بها إلى الرئاسة، وبعضهم يقول إنه يتجه بها إلى جهات أخرى ترتبها بدورها كما تشاء، وبعضهم يقول إنه يتجه بها إلى لجنة خاصة هي التي تتخذ القرار النهائي بناء على حجم الشكارة و”الباكي”! وليس الرئاسة أو الجهة الأخرى. والدليل هو حالة قائمة عنابة وقائمة تبسة وقائمة سكيكدة وقائمة الجزائر!بومدين رحمه الله قال، قبل 50 سنة، للطاهر الزبيري عندما قال له لماذا لا تهتم ببناء الحزب.. فقال بومدين هل أنت تؤمن بـ”بابا نوال”! وها هي نبوءة بومدين تتحقق ويصبح على رأس الأفالان “بابا نوال”! ويوزع الترشيحات على مناضلي حزبه بطريقة توزيع “بابا نوال” الشكولاطة على الأطفال في رأس السنة!4 - تزوير الترشيحات بهذه الطريقة لا يحدث فقط في الأفالان، فحتى الأحزاب الإسلامية تعرف قوائمها كوارث... بعض هذه الأحزاب يفتخر قادتها على مناضليها بأنه عقد 3 اجتماعات مع “قسّام الأرزاق” النيابية بـ”الكوطة”، وأنه “فراها معاه”، وأن القوائم التي يقترحها هي قوائم “قسّام الأرزاق”، ويجب أن تمر حتى يحصل الحزب على “الكوطة” المتفق عليها. وأحزاب إسلامية أخرى يرشي رجال مالها الفاسد رؤساء الأحزاب لدعم ترشح الفساد لعهدة ثالثة حفاظا على دخل الحزب! وقد حدثني أحد هؤلاء أن بحوزته 800 توقيع جاهز ولا يحمل اسم المترشح أو الحزب... والأوراق معروضة للبيع بالمزايدة للذي يدفع أكثر...وهذه الأمور تراقبها هيئة دربال، وتراقبها أيضا لجنة الاتحاد الأوروبي، وهي قانونية ودستورية، سواء في موضوع الترحال السياسي بين الأحزاب، أو بيع رؤوس القوائم أو حتى بيع التوقيعات.. إنها انتخابات غريبة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات