بنيامين ستورا يعود لطفولته اليهودية بقسنطينة

نشر المؤرخ بنيامين ستورا، أول أمس، مقتطفات من كتابه الجديد الذي سيصدر قريبا عن منشورات ”ستوك” بباريس بعنوان ”المفاتيح المستعادة.. طفولة يهودية في قسنطينة”. والكتاب عبارة عن سيرة ذاتية، أرادها ستورا كتتمة لسلسلة من الكتب التي صدرت في نفس الدار، وهي ”آخر جيل أكتوبر” (2003)، ”المنافي الثلاثة” و”يهود الجزائر” (2006) و”حروب بلا نهاية.. مؤرخ، فرنسا والجزائر” (2008) و”سفر في ما بعد الاستعمار.. فيتنام، الجزائر والمغرب” (2012).

عاد بنيامين ستورا، في كتابه الحديث الذي يصدر قريبا عن منشورات ”ستوك”، لطفولته بمدينة قسنطينة. وفي الفصل الذي اختارته صحيفة ”ميديا بارت” ونشر في عددها أول أمس، توقف ستورا عند أحداث 20 أوت 1955، حينما اقتحم جنود فرنسيون بيت عائلته بقسنطينة وراحوا يطلقون النار. وكتب ستورا ”هذا الحدث جعلني أقترب لأول مرة من الموت”. وأضاف أنه شاهد لأول مرة جنودا فرنسيين يطلقون النار على الجزائريين من المدنيين العزل. وذكر ستورا أن معايشته لحرب الجزائر أثّرت كثيرا على مشروع كتابته التاريخية التي شرع فيها منذ سنة 1970، عندما ناقش رسالة تخرج حول مسار مصالي الحاج النضالي، واعتبر أن ”تاريخ الجزائر لايزال يكتنفه كثير من المسائل التي يصعب فهمها، منها مسألة التعايش بين مختلف الأقليات التي كانت تشكل النسيج الاجتماعي الجزائري خلال الحقبة الاستعمارية”. ويتحدث ستورا في مذكراته عن علاقته بالديانة اليهودية، موضحا أنه تلقى تعاليم ”التلموذ” في سن مبكرة، وعليه لم يتعلم اللغة الفرنسية كلغة أولى، كما يعتقد الكثير من قرائه، بل بدأ بتعلم العبرية، في وقت كان يتحدث بالعربية مع أفراد عائلته في البيت، لكن لم يكن قادرا على القراءة بها. ويوضح ستورا أن الاندماج في المنظومة الفرنسية كان له وقع كبير على مساره، حيث أصبحت اللغة الفرنسية هي اللغة التي يفكر ويكتب بها.واستعاد ستورا في كتابه معاناة اليهود عقب إقدام حكومة فيشي سنة 1940 على إنهاء العمل بمرسوم ”كريميو” الذي أعطى يهود الجزائر الجنسية الفرنسية، وذكر أن جده لم يتمكن من استعادة كل أملاكه التي انتزعت منه خلال الحرب العالمية الثانية بعد فقدان الجنسية الفرنسية التي استعادها يهود الجزائر بعد انتهاء الحرب مباشرة.من جهتها، كتبت صحيفة ”ليكسبريس” أن كتاب ستورا مليء بالإحالات الذاتية والشخصية التي أثرت في رؤيته لتاريخ الجزائر، واعتبرته بمثابة منهج جديد اعتمد عليه المؤرخ خلال السنوات الأخيرة.