ماكرون:"أتمنى فتح صفحة جديدة من التاريخ الجزائري-الفرنسي"

+ -

عبر وزير الاقتصاد الفرنسي السابق ومرشح الانتخابات الرئاسية الفرنسية القادمة، إيمانويل ماكرون، الذي يزور الجزائر اليوم، في حوار أجرته معه “الخبر” بباريس، عن سروره للعودة من جديد إلى الجزائر التي يزورها، حسبه، لسببين رئيسيين، يتعلق أولهما بعظمة هذا البلد، في حين يكمن الثاني في إعادة التأكيد على قوة العلاقات بين البلدين. وشدد الذي ترشحه عمليات سبر الآراء للعب الأدوار الأولى في الرئاسيات، على كونه يعوّل كثيرا على دعم الجزائر والجالية الفرانكو - جزائرية، متعهدا، في حال انتخابه رئيسا، بمواصلة العمل لأجل فتح صفحة جديدة من التاريخ الجزائري الفرنسي المشترك، لكنه بالمقابل اكتفى بالقول بأنه بصدد متابعة القانون المتعلق باعتراف فرنسا بمجازر 17 أكتوبر 1961، المقترح مؤخرا من قبل النائب البرلماني باتريك مينوتشي.

زيارتكم إلى بلدان المغرب العربي تعد الأولى من نوعها في إطار حملتكم الانتخابية، فلماذا اختيار الجزائر في تنقلكم الأول من بين هذه البلدان؟أنا مسرور جدا بزيارتي إلى الجزائر اليوم، ولقد تمنيت العودة إليها من أجل دافعين مهمين: الأول بسبب عظمة هذا البلد، والثاني من أجل إعادة التأكيد على قوة العلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين، ولقد زرت خلال حملتي الانتخابية العديد من الدول، الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وتونس ولبنان والأردن.كيف تنظرون إلى العلاقات الثنائية بين البلدين في حال انتخابكم كرئيس للجمهورية الفرنسية؟أتمنى أن تكون العلاقات بين الجزائر وفرنسا وطيدة وثرية من حيث كل المقاييس البنّاءة والهادئة. بلدانا بصدد مواجهة تحديات مشتركة في مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة الأمنية والاقتصادية والإيكولوجية. ولهذا علينا رفع هذه التحديات معا، ومن أجل ذلك أعوّل على دعم الجزائر طبعا وأيضا دعم الجالية الفرانكو - جزائرية بفرنسا بكل تنوعها وعلى ضفتي البحر الأبيض المتوسط. وأرغب أيضا في أن تكون هناك شراكة جديدة في الأفق حول العديد من المشاريع الجدية الفعالة.كيف ترون اقتراح القانون المتعلق باعتراف فرنسا بمجازر 17 أكتوبر 1961 المقدم من قبل النائب الاشتراكي باتريك مينوتشي؟سوف أتابع هذه المبادرة بكل دقة، كما سيعرف القانون مجراه من خلال تتبع كل الخطوات على مستوى البرلمان.هل ستسعون إلى كسر الصمت المفروض المتعلق بهذه الذاكرة من قبل فرنسا في حال انتخابكم رئيسا للجمهورية الفرنسية؟أتعهد بمتابعة المجهودات المبذولة من خلال العمل الجبار الذي بدأ منذ سنوات، وهنا أشير إلى خطابات سطيف وقسنطينة وكذلك العاصمة الجزائر سنة 2012، وهذا العمل سوف يستمر وسوف أتابعه وأنا أتعهد بذلك. كما أرغب في فتح صفحة جديدة من تاريخنا المشترك تكون بنّاءة وطموحة.رئيس المرصد المناهض للإسلاموفوبيا بفرنسا دعا كل المترشحين للرئاسيات الفرنسية القادمة إلى توجيه حملتهم الانتخابية نحو الأزمة الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية في فرنسا والابتعاد عن الحديث عن العقيدة الإسلامية ومسألة الهوية الوطنية، فما ردكم على ذلك؟أولويتي هي الاهتمام بالمشاكل الحقيقية للفرنسيين الأمنية منها وتلك التي تتعلق بالبطالة ومحاربة التمييز وعدم المساواة والمسائل البيئية وكذا القضايا الدولية، ولا يجب فقدان الأولويات ويجب وضعها تحت المجهر، وكذلك في الوقت نفسه تبقى لقضايا الهوية واللائكية أهمية كبرى في فرنسا، خاصة عندما يسعى المحافظون من اليمين المتطرف إلى اللعب على عواطف الفرنسيين من خلال تخويفهم وزرع الرعب من خلال استعمالهم ذريعة القلق على قضايا الهوية. لذلك علي التعبير والتحدث عن هذا الموضوع بطريقة جمهورية ومفتوحة في إطار احترام القوانين وكذا حريات كل الفرنسيات والفرنسيين.وما هو موقفكم من قضية ارتداء الحجاب في فرنسا وحرية ممارسة الديانات؟لقد أوضحت رأيي في العديد من المرات وأكدت موقفي حول هذا الموضوع، أنا مناضل من أجل وضع قوانين الجمهورية حيز التنفيذ، وأنا أعتقد أنه لا داعي وليس مهما إعادة طرح المسألة من جديد، لكنني سبق وأن أوضحت بأنني ضد منع ارتداء الحجاب داخل الجامعات وأرى بأن الطلبة الجامعيين راشدون ومسؤولون.تمثلون اليوم قوة انفرادية دون دعم من أي حزب، فهل تعتقدون أن هذه القوة كافية لتجاوز نسبة 50 في المئة خلال الدور الثاني من الرئاسيات المقبلة؟لدينا حزب اسمه “لنمضِ” قوي ويضم أكثر من 180000 مناضل، ومؤطر من قبل العديد من اللجان على مستوى كافة التراب الفرنسي وما وراء البحار، وحتى إلى جانب الفرنسيين في الخارج، مثلما هو الحال هنا في الجزائر. وهناك ديناميكية جماعية مذهلة تجمعنا. ونحن أقوياء بما فيه الكفاية من أجل الفوز بالأغلبية والظفر بهذه الجولة.وكيف ستفعلون من أجل جمع كل الفرنسيين؟سوف نجمع كل الفرنسيات والفرنسيين حول قيم الجمهورية والتقدم.كلمة أخيرة فيما يخص ما يجري حاليا من أحداث شغب بالضواحي الباريسية؟أدعو كل واحد إلى الهدوء والتحلي بالمسؤولية. والشاب “تييو” وعائلته لقد برهنوا على ذلك من خلال موقفهم المثالي ويجب ترك العالة القيام بعملها.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات