يتعرض فيس بوك إلى ضغوطات من قبل مجموعة من المساهمين الساعين للإطاحة بالرئيس التنفيذي مارك زوكربيرج من مجلس الإدارة مما يجرده من أعلى منصب إداري في الشركة، حيث جرى تقديم اقتراح ينص على أن وجود رئيس مستقل قد يكون أفضل وأكثر قدرة من حيث الإشراف على المدراء التنفيذيين للشركة وتحسين حوكمة الشركات ووضع جداول أعمال أكثر خضوعاً للمساءلة من قبل المساهمين.وأتت فكرة الإطاحة بمارك زوكربيرج من خلال مجموعة من أعضاء جماعة حماية المستهلك SomeOfUs الذين هم أيضاً مساهمين ضمن فيس بوك، وتصنف هذه الجماعة نفسها على انها جماعة تعمل على شن حملات لجعل الشركات تتحمل مسؤوليتها فيما يخص مجموعة من القضايا العالمية مثل تغير المناخ وحقوق العمال والتمييز وحقوق الإنسان والفساد.وقالت ليزا ليندسليي مستشارة أسواق رأس المال لدى مجموعة SomeOfUs بان 333 ألف شخص، من بينهم 1500 مساهم فعلي في الشركة، قد وقعوا على العريضة التي تطلب من فيس بوك تحسين مواطنة الشركة.وتتضمن تلك العريضة وجوب تحمل الشركة لمسؤولياتها الإجتماعية والقانونية والأخلاقية والاقتصادية على النحو المنصوص عليه من قبل المساهمين، وأضافت ليزا أن الأسهم المملوكة من قبل أربعة من أعضاء SomeOfUs الفرديين مكنتهم من تقديم هذا الاقتراح.وتستشهد المستشارة بهكيلية رأس المال الجديدة التي أقرتها فيس بوك خلال العام الماضي كمثال لتسليط الضوء على اختلال توازن القوى في فيس بوك، حيث كان هناك عدم توازن في القوى.وجرى الطلب من المشاركين خلال اجتماع الجمعية العمومية للشركة في شهر حوان الفاراط التصويت على اقتراح إصدار أسهم من الفئة C في محاولة لكي يحافظ مارك على قدراته في التحكم بالشركة.وكان القصد من إصدار أسهم من فئة C مساعدة مارك على مواصلة تنفيذ رؤيته طويلة المدى وتشجيعه على الاستمرار في المشاركة ضمن الشركة على المدى الطويل.وجاءت هذه الخطة بعد إعلان مارك في عام 2015 انه سوف يقوم هو وزوجته الدكتورة بريسيلا تشان بالتخلي عن 99 في المئة من أسهم العائلة لجماعات مختلفة في محاولة لتعزيز المساواة بين الأطفال.وينص الاقتراح المقدم على أن قيمة حقوق المساهمين سوف تتعزز مع رئيس مجلس إدارة مستقل يمكنه توفير توازن القوى بين الرئيس التنفيذي ومجلس الإدارة إلى جانب دعمه لتوفير قيادة قوية للمجلس.كما أن تنفيذ مثل هذا الأمر سيكون أكثر فائدة لفيس بوك في الوقت الذي تواجه فيه المنصة الإجتماعية انتقادات متزايدة بشأن دورها في تعزيز الأخبار المضللة وخطاب الكراهية والتناقضات في تطبيق المبادئ التوجيهية لمعايير مجتمع فيس بوك وسياسات المحتوى.وتدور الشكوك حول إمكانية رضوخ فيس بوك ومارك زوكربيرج تحديداً لهذه المطالب، وخاصة مع كون مارك واحداً من أكبر المساهمين ويمكنه إفشال هذا الاقتراح بسهولة عن طريق تعاونه مع المستثمرين الحلفاء ممن يعتقدون أن وجود المؤسس في موقع المسؤولية هو أمر جيد للشركة، خاصة وان نهجها المستقبلي يتجه نحو الواقع الافتراضي والفيديو.كما أن الوضع المالي للشركة المستقر نوعاً ما، مع استمرار ارتفاع أسهمها، يخفف من إمكانية تنفيذ الاقتراح الجديد، حيث تمكنت الشركة من التفوق على محللي وول ستريت من حيث نتائج أرباحها.وتعترف ليزا بان أمام هذا الاقتراح المقدم من قبل مجموعة SomeOfUs معركة شاقة أثناء مناقشته ضمن الاجتماع السنوي للمستثمرين في فيس بوك.وأضافت “هذا قرار المساهمين وهو مثل معظم قرارات المساهمين ذو طابع استشاري، وقد يحصل الاقتراح على نسبة 99 في المئة من الأصوات المؤدية إلا ان المجلس لن يكون ملزماً من الناحية القانونية لتنفيذ ذلك”.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات