فعلا.. الأمين العام للأفالان ولد عباس قد وجد الحل السحري لإشعاع الحزب على الشعب الجزائري في الانتخابات القادمة، من خلال اعتماده على القوة الاجتماعية لذوي الاحتياجات الخاصة، الذين أعلنوا ولاءهم للأفالان! ولهذا طالب هؤلاء بأن يكون لهم أيضا الحق في ترؤّس قوائم الأفالان في الانتخابات التشريعية القادمة! المسألة ليست عبثا سياسيا من الأفالان.. بل هي حقيقة سياسية أصبحت قائمة في الأفالان، فأغلب الذين يمارسون إدارة دفة هذا الحزب سياسيا هم فعلا من ذوي الاحتياجات الخاصة على المستوى المعنوي والسياسي وحتى الثقافي!ما يحصل في الأفالان والبرلمان والحكومة هو نتاج الخلل السياسي الذي بدأ في الأفالان منذ 1996 مع المؤامرة العلمية وما تلاها من عمليات التصحيحيات المتتالية التي أدت إلى إسناد الحياة السياسية في هذا الحزب حتى وصل إلى ما وصل إليه اليوم من هوان ومهازل!ارتفاع سعر البترول في 15 سنة الماضية جعل السلطة الفعلية تستغني عن الأحزاب السياسية في تنظيم المجتمع ومنها الأحزاب المسماة بالموالاة.. وقد أدى الأمر إلى إنهاء الظاهرة السياسية برمتها واستبدالها بظاهرة تسيير البلاد بالإدارة والشرطة والقوة العسكرية! وقد ساعد على ذلك وجود الأموال الطائلة لشراء الذمم وفي نفس الوقت تحويل الإدارة إلى حزب المنافع المباشرة للمواطن ومراقبة المجتمع بواسطة ”قزول” الشرطة.. وفي هذه الحالة لا تحتاج السلطة إلى العمل السياسي.. ولذلك لاحظنا تهميش الأحزاب حتى في حكاية الدعم للرئيس والحكم بصفة عامة. لكن شح الموارد قطع أوصال الإدارة مع المواطن كقوة مراقبة وتسيير للشعب، وقطع أو سيقطع حالة تسيير البلاد بالشرطة و«القزول” بسبب الضغط على الميزانية الموجهة للأجهزة النظامية كعصب جديد للحكم في البلاد.الجديد أيضا أن هذه السياسة أدت إلى استغناء الأجهزة النظامية عن السند السياسي الذي تمثله أحزاب السلطة وخاصة الأفالان، وأصبح التفكير جديا في إلغاء فكرة القوة النظامية كقوة انتخابية للأفالان والأرندي وحدهما، وأن هذا الإلغاء يمكن أن يصلح علاقة الأسلاك النظامية مع الشعب عن طريق الكف عن دعم الرداءة السياسية والفساد، أي أن الأجهزة الأمنية يمكن أن تضحي بأحزاب السلطة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من سمعة البلاد.. خاصة بعد الزلزال السعداوي الذي ضرب الحزب الحاكم في البلاد منذ 50 سنة (D.R.S).صعوبة إجراء الانتخابات الأخيرة بصورة متحكم فيها يعكسه عدم تحكم الحكومة في الإدارة بصفة عامة، وفي جهاز الحكومة نفسه بصفة خاصة.. والصعوبات التي يواجهها سلال في السيطرة على تصرفات وزرائه تعكس حالة انفلات خطيرة.. لهذا فإن الانتخابات القادمة قد تكون بداية لتحلل سياسي ينذر بأخطار أكيدة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات