+ -

 يلعب العراق في المرحلة الراهنة دورا أمنيا كبيرا تتخطى إيجابياته الحدود الوطنية، لتصل إلى مستوى جغرافية الأمن العربي الذي يهدد وجوده إرهاب تكفيري توسعي، له قدرة الانتشار إذا غابت قوة تتكفل بمحاصرته والقضاء عليه.فقد أثبت العراق قدرته على مواجهة مختلف الصعوبات والتحديات الناجمة عن تعرض البلاد لغزو إرهابي يتربص شرا بأبناء الشعب العراقي بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم. ويسعى لوأد مسيرة غزوه لمدن عربية أخرى، ما يجعل دعم قدراته والوقوف معه، حفاظا على وحدته، وسيلة لغلق الطريق أمام كل المحاولات التي تحاول بعثرة الأمن القومي العربي ونسف وحدة الشعوب العربية والإخلال بقواعد استقراره.ولم يعد هناك مبرر للوقوف خارج مشروع التصدي للإرهاب بجميع صنوفه وإشكاله، ولو بدعم العراق معنويا وهو يكمل مسيرة بناء دولة القانون والمؤسسات، ويثبت دعائم الأمن والاستقرار في ربوعها.فما يقدمه العراق اليوم من جهود وتضحيات أمر يستحق الوقوف والتضامن معه ومع قواته الأمنية البطلة، فهو يؤدي واجبا وطنيا يؤكد دون شك دوره الإيجابي في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط التي تشهد مواجهة لأخطر التحديات المتمثلة في بروز تنظيم إرهابي يدمر كل شيء في طريق غزوته الهمجية، فهم يقدمون دماءهم وكل ما يملكون، وتركوا بيوتهم وأعمالهم وجادوا بأنفسهم من أجل هذا الهدف السامي، فهل نبخل عليهم بدعم معنوي ولو بكلمة؟ولابد لنا أن نوجه عدداً من الرسائل التي من شأنها توفير جملة من العوامل التي تسهم في إنجاز دور العراق بضرب معاقل الإرهاب، من بينها:- نخاطب الشعب الجزائري بضرورة التضامن مع الشعب العراقي معنويا، من خلال الكلمة في مواقع التواصل الاجتماعي.- ندعو الإعلام الجزائري إلى ضرورة تمييز الحقائق من الأباطيل التي تنشرها الصهيونية وأدواتها المعادية للعراق، بل للعروبة والإسلام، والحذر مما يُرسَم لنا في مبدأ “فرق تسد”.- ندعو المساجد إلى إفشاء روح التسامح ونبذ التطرف والفرقة لإنشاء جيل محبة وتكاتف بدلاً من الكره والتطرف.- نقول للمُغرَّر بهم إن المشروع لا يمت للإسلام بصلة، إنما هو مشروع صهيوني هدفه خلق المشاكل وتفتيت البلدان والتقاتل بين المسلمين.- ندعو من يملك المعلومة الدقيقة عن تحركات العصابات الإرهابية ومخططاتها إلى إفادة العراق بها.وينبغي أن يتحول دعم العراق شعبا وحكومة إلى ظاهرة دائمة ومستمرة، تأخذ أبعادا وأنشطة اجتماعية وثقافية، تقوم بها كل الجهات الشعبية والرسمية ومنظمات المجتمع المدني والقوى السياسية الفاعلة في المجتمعات العربية التي تراقب نتائج أخطر معركة يخوضها الشعب العراقي دون انقطاع، ليس دفاعا عن وجوده ووحدة أراضيه فحسب، بل دفاعا عن الأمن العربي وأمن منطقة الشرق الأوسط عموما، أمام أعتى قوة إرهابية ظهرت على حين غفلة من الزمن.ولا يسعنا إلا القول “مهد الحضارات يدعوكم لنصرته”.*سفير جمهورية العراق بالجزائر

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات