الأرندي حزب يسيره أويحيى من رئاسة الجمهورية. والأفالان حزب يسيّره سلال من رئاسة الحكومة... لا شيء يمر في الأرندي دون الاستشارة المسبقة للنافدين في رئاسة الجمهورية.. ولا شيء يتحرك في أفالان ولد عباس إلا بإشارة من سلال.سلال وضع ولد عباس في جيبه، وتركه يفهم بأن خلاص الأفالان في الانتخابات القادمة يمر حتما بالاستسلام التام لأفالان ولد عباس أمام إرادة سلال، في وضع من يشاء على رأس قوائم الأفالان! وأن الحكومة تسيطر كما يجب على الإدارة وتنسق مع الأسلاك النظامية في موضوع تسيير الانتخابات القادمة... لهذا، فإن إشراف الحكومة على إعداد قوائم الترشيحات في الأفالان هو الضمانة الأساسية لفوز هذا الحزب بالانتخابات.سلال أقنع ولد عباس بأن الرئيس بوتفليقة لا يريد تغييرات في الأفالان في هذا الظرف، حتى لا يزعزع الحزب والحكومة والبرلمان عشية إجراء الانتخابات. ومعنى هذا الكلام أن سلال وولد عباس يريدان إجراء انتخابات يُتحكم فيها إداريا وأمنيا وليس نضاليا وانتخابيا.والمهم في هذه الحالة بالنسبة لسلال وولد عباس، هو الفوز سواء كان بالتزوير أو بتوظيف أجهزة الدولة لفائدة حزب الأفالان وحده أو حزب الأفالان ومعه الأرندي وبعض الحزيبات الأخرى.فكرة اعتماد الأفالان على الحكومة لتخييط الانتخابات القادمة بالإدارة والأجهزة النظامية من شأنه أن يرفع في نسبة العزوف الانتخابي ليتحول إلى عصيان انتخابي.. وعندها سنكون أمام حالة (انتخاب) برلمان بتزوير فريد من نوعه وهو التزوير الإداري المتحالف مع الأجهزة النظامية.. وبذلك تدخل البلاد في فصل جديد من الأزمة في القطيعة بين النظام والشعب، لتصبح قطيعة أخرى أشد بين الإدارة والأجهزة النظامية والأمة بأكملها.توريط عدد كبير من الأحزاب في المشاركة في الانتخابات قد لا ينفع في عملية العصيان الانتخابي إذا انطلقت... خاصة وأن العديد من أحزاب المعارضة تواجه صعوبات جدية في قواعدها للسيطرة على مناضليها... وقد يتطور الآخر إلى حد تمرد مناضلي هذه الأحزاب ضد قياداتها... خاصة إذا لم توفق هذه الأحزاب في إعداد قوائم انتخابية مقبولة... ووقعت الأحزاب في فخ السلطة باختيار من تريده السلطة للترشح وفق التطبيقات البائسة للمراقبة الأمنية للسلطة بخصوص المرشحين.اعتماد أحزاب الحكم والحكومة على استعمال الإدارة والأجهزة النظامية في الانتخابات، قد لا يكون موفقا هذه المرة، لأن الإدارة الانتهازية يمكن أن تفقد الحكومة التحكم فيها بفعل المال الفاسد. وقد شاهدنا ونشاهد الآن كيف فقدت الأحزاب الحاكمة زمام التحكم في قياداتها بفعل حكاية المال الفاسد الذي اجتاح قيادات الأحزاب.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات