اليمــــــن على مشــــــارف حـــــــرب طائفيـــــــة

38serv

+ -

 أدانت المجموعة الدولية بشدة، الاعتداءات التي طالت المساجد في العاصمة اليمنية صنعاء وقت صلاة الجمعة، مخلّفة أكثر من 140 قتيل. وتعددت المواصفات، من “الكارثة”- وفق المصطلح الفرنسي-  إلى “الفوضي”-حسب الأمريكيين- مرورا بـ “هجمات إرهابية”- بتعبير الأمم المتحدة وانتبهت المجموعة الدولية، لأول مرة، لحجم الكارثة التي تهدد اليمن. ولأول مرة أيضا هرول تنظيم “داعش” لتبني العملية المزدوجة في مسجدين في اليمن. غير أن الناطق باسم البيت الأبيض تفطّن لذلك واستبعد وجود التنظيم في العملية، حيث قال جوش إيرنست: “لا توجد في هذه المرحلة أدلة واضحة على وجود صلة بين هؤلاء المتطرفين في اليمن ومقاتلي داعش”.فبعد مسلسل “الجيا” في الجزائر، ثم “القاعدة” و”طالبان” في أفغانستان وباكستان وامتداداته الدولية حتى المغرب العربي، جاء دور “داعش” لملء الفراغ، بإصدار بيانات وبث صور الرعب لإثبات الهوية. ولم لا يكون في ليبيا واليمن، أين غابت الدولة واستفحلت الفوضى وازدهر الإرهاب بشتى أشكاله وتبنى داعش حتى حادثة “الباردو” في تونس.اليمن أضحى معرضا للحرب الأهلية أكثر من أي وقت، فمنذ الإطاحة بعلي عبد الله صالح، كان هذا الأخير، مثله مثل غيره من الحكام العرب، يعتقد أن الطوفان سيأتي من بعده. وتحولت الأمور شيئا فشيئا من ربيع فحرب عصابات، فتمرد، فخريطة طريق خليجية، فانقلاب، فانقسام غير معلن إلى إرهاب متعدد الأوجه... وكان اليمن دوما يحمل في جوفه عوامل الحرب الأهلية، منذ القدم، بحكم التسليح المبالغ فيه للمواطن، من جهة، والنزعة القبائلية المتجذرة في المجتمع، من جهة أخرى، عناصر جعلت البلد معرضا للحرب في أي مناسبة.  والفرصة جاءت مع استيلاء الحوثيين الشيعة على الحكم في صنعاء ووضع الرئيس وأعضاء الحكومة في الإقامة الجبرية. ودخل عامل ثالث في المعادلة هو النزعة الدينية المتمثلة في الصراع بين السنّة والشيعة. وكأن النزعة القبائلية لا تكفي، أضيف لها عامل الوازع الديني لتغذية الفتنة. وتطورت الأوضاع بوتيرة سريعة للغاية. وحلقت أمس، طائرات في سماء عدن وقصفت القصر الرئاسي وسبقتها اشتباكات قوات الحكم الشرعي المتمثل في الرئيس وجماعات نجل الرئيس المخلوع في مطار عدن. وفي اليوم الموالي، تقع تفجيرات رهيبة في المساجد، قيل إنها وقعت في معاقل الحوثي الشيعي، أي كرد فعل على ما ارتكب في عدن. ويدخل تنظيم “داعش” الحلقة بإصدار البيانات، كما كانت تفعل “القاعدة” على مدار عقدين.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات