استيقظ سكان الضاحية الجنوبية لباريس، وبالتحديد “مونت روج”، صبيحة أمس في حدود الثامنة وعشرين دقيقة، على وقع صدمة ثانية، وذلك إثر فتح رجل يحمل رشاشا النار على شرطية بلدية متربصة تبلغ من العمر 34 سنة ما أدى إلى مقتلها إلى جانب إصابة عون بلدي آخر بجروح بليغة.الاعتداء، حسب العناصر الأولية، نفّذه رجل في الخمسينات من العمر كان يرتدي بذلة سوداء ويحمل رشاشا آليا عندما باغت فرقة من الشرطة البلدية وأعوان النظافة بالبلدية كانوا بصدد التدخل لفتح حركة المرور عقب وقوع حادث اصطدام سيارتين، ليطلق النار عليهم مباشرة، مقدما على قتل الشرطية وإصابة عون أمن بجروح بليغة ليلوذ بعدها بالفرار على متن سيارة من نوع “كليو” أهملها فيما بعد على بعد كيلومترات بمنطقة أركاي بناحية فال دو مارن.وإثر ذلك سارعت فرق الإنقاذ ورجال الشرطة إلى التنقل إلى عين المكان، حيث تم تطويق المنطقة بحزام أمني مكثف استدعى تدخل فرق البحث والتدخل التابعة للشرطة والدرك المختصة في مكافحة الإرهاب فاق عددهم الثلاثين شخصا، كانوا جميعهم ملثمين وبالزي الأسود مدججين بأسلحة أوتوماتيكية ومزودين بسترات واقية، حيث باشروا مداهمة أحد المنازل التي اشتبه في إقامة مرتكبي الجريمة فيها، فيما تمت مراقبة وتفتيش المحيط بأكمله طيلة ساعة من الزمن، ثم غادروا المكان عند منتصف النهار، تاركين وراءهم الفرقة العلمية للشرطة تتابع عملها بأخذ جميع العينات التي من شأنها تقديم المساعدة إلى المحققين الذين قاموا بتوقيف شخص آخر اشتبه فيه وشوهد بأنه يحمل أسلحة أوتوماتكية داخل الحي، كما رجح رجال الشرطة بأن منفذ العملية يقطن بالحي وكان على استعداد تام لإطلاق النار. ومن جهته، دعا وزير الداخلية، برنار كازنوف، لدى قدومه إلى عين المكان، جميع المواطنين إلى ضبط النفس والتحلي بروح المسؤولية، معلنا بأن هناك عملية مطاردة واسعة النطاق لملاحقة منفذي كل من الهجوم المسلح على صحيفة “شارلي إيبدو” صبيحة أول أمس، والذي خلف 12 قتيلا بينهم شرطيين، يسمى أحدهما “مرابط أحمد”، إلى جانب الاعتداء المسلح الذي أودى بحياة الشرطية وجرح عون البلدية، كما أوضح بأنه لا وجود لأي ربط أو صلة بين الهجومين المنفذين. هذا وقد بدت ملامح من الذعر والخوف على وجوه السكان الذين أفاد بعضهم بأنهم لا يستوعبون حقيقة ما يجري ولم يستفيقوا من وقع الصدمة الأولى لحد الآن، لتفاجئهم الفاجعة الثانية بمونت روج، متخوفين وفي قلق كبير من تأثير هذه الاعتداءات الإرهابية المتكررة على علاقات التعايش الموجودة بين المواطنين الفرنسيين والجالية المسلمة ومختلف الطوائف الأخرى بفرنسا المبنية على السلم والمحبة والتعايش الأخوي الخالي من كل أنواع العنف والهمجية والبربرية، مؤكدين بأنهم لن يقعوا في فخ هؤلاء البربريين والسماح لهم بالتلذذ بطعم النجاح وإفساد صورة التعايش الحميمية وبث السم وزرع الكراهية بيننا، يقول أحد الفرنسيين صاحب أحد المحلات داخل الحي.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات