اتهمني بعض القراء بالدعوة للعنف من خلال ممارسة العنف اللفظي في الكتابة، وفي القنوات التي أتدخل فيها من حين لآخر. وذهب بعضهم إلى دعوة العدالة للتحرك ضد هذه الكتابات، على غرار التحرك ضد ممارسة الدعاوى إلى العنف من طرف مدوّني الفايسبوك!1 – أنا لا أدعو أبدا إلى ممارسة العنف لا اللفظي ولا السياسي ولا العنف المادي، سواء من طرف الشعب ضد السلطة، أو حتى العنف الذي تمارسة السلطة ضد الشعب وضد الأحزاب السياسية والحركات الجمهورية؛ لأن العنف في النهاية لا يؤدي إلى حل بل يعقّد المشاكل أكثر مما يحلها... والأمثلة في ليبيا وسوريا والعراق خير دليل على ذلك.2- نعم، أنا أكتب بلهجة حادة في بعض الأحيان، ولكنني لا أدعو للعنف. وأنا على يقين بأن الشعب الجزائري لم يعد ذلك الشعب العنيف الذي يعرفه العالم.. فالشعب الجزائري أصبح شعبا خوافا من العنف أكثر من أي شعب آخر.. وبتعبير آخر: الشعب الجزائري “أصبح شعبا ميتا ويخاف من الموت”! والمعروف عند الناس أن الميت لا يخاف من الموت، لكن الوضع عندنا أصبح كذلك!3 – الشعب الذي تزوّر له مؤسساته الدستورية جهارا نهارا... هو شعب أقرب إلى الموت منه إلى الحياة!والشعب الذي تضرب أسعار مواد غذائه في 10 في ظرف وجيز هو شعب فقد المناعة السياسية.والشعب الجزائري الذي تغرق حكومته في حفرة ولا يقوم هذا الشعب بردم المسؤولين عنها مع الضحايا في الحفرة، هو شعب لا يمكن أن تقول عنه بأنه شعب حي.4 – في الستينيات.. افتخرت على أستاذي في القانون الدستوري الدكتور المصري طعيمة الجرف! فقلت له: إننا حررنا بلدنا بمليون ونصف المليون شهيد... فأجابني باستهزاء... “هذه من خيبتكم! لأن جيرانكم في المغرب وتونس استقلوا مثلكم ولم يدفعوا حتى 1% مما دفعتم أنتم! أنتم كشعب لا يحسن غير الموت!”.. لكن اليوم لم نعد نحسن كشعب حتى حكاية الموت!الشعوب الحية تصنع من الأزمات السياسية والاقتصادية أسبابا لتحسين الحياة.. ونحن كنا ومازلنا نصنع من الأزمات أسبابا للموت.. واليوم لم نعد نتقن حتى حكاية الموت.. لأننا أصبحنا شعبا فاقدا للحياة!لو كان الشعب الجزائري شعبا حيا، كما كان من قبل، لما قَبل بوجود الإرهاب على أرضه 25 سنة ومايزال.. ولعله سيبقى 132 سنة كي يختفي كما كان الحال مع الاستعمار..! هل بعد هذا يتهمني هؤلاء بأنني أمارس العنف اللفظي فيما أكتبه أم إن الواقع هو الذي يمارس علي العنف؟!
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات