38serv

+ -

 عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: “مَنْ كانَ يُؤْمِنُ باللّه واليَومِ الآخرِ، فَلْيَقُلْ خَيراً أَوْ لِيَصْمُتْ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ باللّه واليَوْمِ الآخِرِ، فَليُكْرِمْ جَارَهُ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللّه واليَومِ الآخرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ” رواه البخاري ومسلم.فقول النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: “مَنْ كان يؤمِنُ باللّه واليوم الآخر” فليفعل كذا وكذا، يدلُّ على أنَّ هذه الخصال مِنْ خصال الإيمان، وهذه الأعمال تدخلُ في الإيمان، وقد فسَّر النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم الإيمان بالصّبر والسّماحة، قال الحسن رضي اللّه عنه: المراد: الصّبر عن المعاصي، والسّماحة بالطَّاعة.وأعمال الإيمان تارة تتعلَّق بحقوق اللّه، كأداءِ الواجبات وترك المحرَّمات، ومِنْ ذلك قولُ الخير، والصّمتُ عن غيره. وتارةً تتعلّق بحقوق عبادِه كإكرامِ الضّيف، وإكرامِ الجارِ، والكفِّ عن أذاه، فهذه ثلاثة أشياء يؤمر بها المؤمن: أحدها: قولُ الخير والصّمت عمّا سواه.وقوله صلّى اللّه عليه وسلّم: “فليقُل خيراً أو ليَصمُت” أمر بقول الخير، وبالصّمت عمَّا عداه، وهذا يدلُّ على أنَّه ليس هناك كلام يستوي قولُه والصّمت عنه، بل إمَّا أنْ يكون خيراً، فيكون مأموراً بقوله، وإمَّا أنْ يكون غير خير، فيكون مأموراً بالصّمت عنه. والمقصود أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أمر بالكلام بالخير، والسُّكوتِ عمَّا ليس بخيرٍ.وممّا أمر به النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في هذا الحديث المؤمنين: إكرامُ الجار، وفي بعض الرِّوايات: “النّهي عن أذى الجار”، فأمَّا أذى الجار، فمُحرَّمٌ، فإنَّ الأذى بغيرِ حقٍّ محرَّمٌ لكلِّ أحدٍ، ولكن في حقِّ الجار هو أشدُّ تحريماً. وأمَّا إكرامُ الجارِ والإحسانُ إليه، فمأمورٌ به، والمراد به: إحسّانُ ضيافته.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات