جميل جدا أن يرفع وزير العدل، بواسطة العدالة، مظلمة ضد مناضلين إسلاميين لا ذنب لهم سوى أنهم تظاهروا ضد قصف إسرائيل لغزة! والأجمل من هذا الإنصاف، أن يطوي الملف بالكامل، وتعتذر الدولة لهؤلاء الذين عذبوا بالعدالة لسنوات.فعلا، أحسست بالراحة لما علمت أن الوزارة اتخذت هذا الإجراء عبر العدالة! ولا يحس بالراحة لأخبار الحرية إلا من عرف معنى سلب الحرية منه!الوزارة أيضا تكون قد قامت بواجبها نحو قضية تامالت المسجون منذ شهور، فقد سمحت العدالة للمحامين بزيارته في المستشفى، وطلبت النيابة العامة أيضا من عائلة المسجون تأكيد شكواها المقدمة للعدالة والمتضمنة فتح تحقيق قضائي ضد مجهول، يخص ما تعرض له المسجون في سجن القليعة، من احتمال الاعتداء عليه بالضرب، ما جعله يدخل في غيبوبة نقل على إثرها إلى المستشفى بباب الوادي.واضح أن الغرز التي شاهدها شقيق السجين في رأس السجين لها علاقة مباشرة بحكاية دخوله في غيبوبة بسبب الإضراب عن الطعام، كما يقول من نقله إلى المستشفى.. والحال أن الإضراب عن الطعام لا يمكن أن يؤدي إلى الدخول في الغيبوبة العميقة كما حدث لتامالت، تطلبت هذه الغيبوبة لجوء الأطباء إلى الجراحة..! فالتحقيق القضائي الذي فتحته النيابة وحده الذي يمكن أن يحدد ما إذا كانت الجروح التي في رأس المسجون سببها التدخل الجراحي للأطباء أم هي أمور أخرى!حكاية تسليط الضوء على مثل هذه القضايا تزيد في قيمة العدالة وحرمة الدولة، ولا تنقص أبدا من هيبة الدولة وسمعة العدالة. دولة الحق والقانون والحريات الفردية والجماعية، تبدأ من مثل هذه الأعمال التي تبدو صغيرة ولكن في معناها هي كبيرة وهامة.نحن لا نتورع عن نقد العدالة عندما تمس بحقوق وحريات المواطنين وتتصرف خارج القانون.. لكن من واجبنا أيضا أن نثمن هذه العدالة عندما تنصف المظلومين، كهذا الذي قامت به النيابة في حق هؤلاء الذي بقوا سنوات وهم تحت الرقابة القضائية بلا محاكمة، ورفعت عنهم هذه المظلمة أخيرا، أو حتى السماح لعائلة تاملت بمتابعة قضائيا لمن تعتقد أنه تسبب في دخول المسجون في غيبوبة.العدالة الحقة هي التي تقف بسيف القانون في وجه الظلم والتعدي على القانون سواء كان ذلك من طرف السلطة أو من قِبل المواطن... فشكرا للعدالة ووزير العدل ومازلنا نطمع في مزيد من الإنصاف.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات