أخطار تُهدّد مجتمعنا: الأنانية والفردية والخلاص الفردي

+ -

إنّ الإنسان جماعيّ بطبيعته، اجتماعيّ بفطرته، لا يمكنه العيش بمفرده، ولا يهنأ إلاّ بين أهله وأصحابه وبني جنسه. وقد جاء الإسلام مؤكّداً على هذا البُعد المهمّ في فطرة الإنسان وحياته، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم تقريراً لهذا المعنى: ”إِنَّ المؤمن لِلمُؤمنِ كالبُنيانِ، يَشُدُّ بعضُه بَعضاً” وشَبَّكَ أَصابِعَه. رواه البخاري ومسلم.

إنّ الإسلام يقصد إلى تقوية هذا المعنى وتعزيزه في نفوس المؤمنين؛ ولهذا نجد الأوامر الرّبانية القرآنية ترد بصيغة الجمع مع أنّ المطلوب هو قيام الفرد بها، والحساب عليها سيكون فرديًّا أيضاً، وقد تكرّر في القرآن العظيم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا..} تسعاً وثمانين مرّة، ولم يناد المؤمن بصيغة الفرد مع أنّ المقصود منها مطالبة الأفراد بهذه الأحكام إيماءً إلى ضرورة التّعاون على إقامة الدّين من جهة، وإلى تأثّر الجماعة بعمل الفرد والعكس من جهة أخرى، وإلى أنّ الإنسان يعيش في جماعة لها حقّ عليه وله حقّ عليها من جهة ثالثة. ويكفي في هذا الصّدد أنّه لا يكتمل إيمان امرئ إلاّ بترسّخ هذا المعنى في نفسه وتجسّده في واقعه، كما يبيّنه قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ” رواه البخاري ومسلم.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات