38serv

+ -

إنّ للنّاس حرياتهم وحرماتهم وكراماتهم التي لا يجوز أن تنتهك في صورة من الصور ولا أن تمس بحال من الأحوال. ففي المجتمع الإسلامي الرّفيع الكريم يعيش النّاس آمنين على أنفسهم، آمنين على بيوتهم، آمنين على أسرارهم، آمنين على عوراتهم.

لا يوجد مبرّر مهما كان لانتهاك حرمات الأنفس والبيوت والأسرار والعورات، حتّى ذريعة تتبّع الجريمة وتحقيقها لا تصلح في النّظام الإسلامي ذريعة للتجسّس على النّاس. فالناس على ظواهرهم وليس لأحد أن يتعقّب بواطنهم، وليس لأحد أن يأخذهم إلاّ بما يظهر منهم من مخالفات وجرائم وليس لأحد أن يظن أو يتوقّع، أو حتّى يعرف أنّهم يزاولون في الخفاء مخالفة ما، فيتجسّس عليهم ليضبطهم. وكلّ ماله عليهم أن يأخذهم بالجريمة عند وقوعها وانكشافها مع الضّمانات الأخرى الّتي ينص عليها بالنسبة لكلّ جريمة. قال أبوداود: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة قال حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب قال: أتى ابن مسعود فقيل له: هذا فلان تقطر لحيته خمراً، فقال رضي الله عنه: ”إنّا قد نهينا عن التجسّس ولكن إن يظهر لنا شيء نأخذ به”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات