+ -

أوضح رشيد بوجدرة، أن الروائي لما يشرع في كتابة روايته “لا يعرف كيف يبدأ، ولا إلى أين يسير”، واعتبر أن ما كتبه من روايات يندرج ضمن ما أسماه “الكتابة اللولبية”، التي تقوم على الإبداع وليس على الحكاية. تحدث الروائي رشيد بوجدرة، أول أمس، بثانوية “ألكسندر دوما” الفرنسية بالجزائر العاصمة، عن تجربته الأدبية، وحاضر أمام طلبة الأقسام النهائية “آداب ولغة عربية”، بحضور مديرة الثانوية السيدة “بريجيت جيميناز”، التي تحدثت عن انفتاح الثانوية على الأدب الجزائري، وعلى الكتاب الأمر الذي يخلق، حسبها، علاقة بين الطلبة والكاتب، ضمن فضاء “لقاءات ثقافية جزائرية”. واعتبر بوجدرة في سياق رده على أسئلة الطلبة، التي أبرزت مستوى كبير وقدرة على الغوص في عوالم الكاتب رغم تعقيداتها، أن نهاية القرن التاسع عشر شهدت طرح مسألة علم النفس التي أدت إلى إحداث تحولات جذرية في الكتابة الروائية، الأمر الذي ذلك أدى حسب صاحب “الحلزون العنيد”، إلى نهاية الرواية الكلاسيكية بفضل أعمال غوستاف فلوبير ومارسيل بروست ولويس فرديناند سيلين. وحسب بوجدرة، فإن الرواية الأمريكية التي تأثر بها، وبالخصوص فولكنر ودوس باسوس، سارت وفق هذا الاتجاه، فكانت رواية مجددة امتدت إلى غاية كاتب ياسين الذي استطاع بفضل رواية “نجمة” أن يكون أول المجددين في الفضاء الروائي العربي والمغاربي على حد سواء. وتحدث بوجدرة، في هذا اللقاء الذي أشرف عليه الأستاذ لحسن كركور والأستاذة جميلة غزالي، عن هواجسه الأدبية وعذاباته التي برزت منذ مجموعته الشعرية الأولى التي نشرت سنة 1965. وقال: “أعتقد أن الكاتب يظل وفيا لهواجسه الأولى، كما توقّف عند ظروف كتابة روايته الشهيرة “التطليق” التي نشرت سنة 1969، وعن انتقاله للكتابة بالعربية سنة 1982. واعتبر بوجدرة أنه أدرك لما عاد إلى الجزائر بعد سنوات قضاها في باريس، أن المقروئية بالعربية أصبحت موجودة، فكتب رواية “التفكك” بالعربية، والتي اعتبرها من أحسن رواياته، لكن في التسعينيات أجبرته ظروف النشر للعودة إلى كتابة رواية “تيميون” بالفرنسية. وبخصوص اللغة قال بوجدرة إنه يفضل “اللجوء للغة السوقية التي أعتبرها لغة المسكوت عنه، أقحمها في أعمالي بطريقة عمدية”. موضحا أن البيئة البرجوازية التي تربى فيها “منعتني من الاختلاط بالفئات الشعبية، لكنني كنت أتحين الفرص للانتقال إليها”.  

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات