سعداني شبه مرعوب من عقد اجتماع اللجنة المركزية في 22 من هذا الشهر.. والسبب خوفه من الانقلاب عليه وعزله! هكذ يروّج أنصاره في دهاليز الحزب العتيق! لكن الواقع يقول: إن سعداني يتمنى أن تعزله اللجنة المركزية بأمر من الرئيس ليتحول إلى بطل في نظر الرأي العام يوازي (رب الدزاير) الذي هجم عليه سعداني وحوّله إلى بطل! لكن العارفون بخبايا الأمور، يقولون إن الرئيس بوتفليقة هو الذي لا يريد أن تنعقد اللجنة المركزية حتى لا يستغلها سعداني في تقديم استقالته أو إقدامه على تحريض أنصاره لعزله ويصنع من ذلك بطولة.الرئيس بوتفليقة لا يريد لسعداني أن يخرج من الباب الواسع أو حتى من النافذة بل يريده أن يخرج من الباب الضيق. ولهذا لا يريد للجنة المركزية أن تنعقد وسعداني أمين عام بل يريد له أن يغادر بلا اجتماع.. خاصة وأنه تجرأ وقال في خرجته الأخيرة: “إنه لا توجد بينه وبين بوتفليقة خلافات”! فمن هو هذا السعداني الذي يقول مثل هذا الكلام في حزب بوتفليقة؟!تحرك أنصار بلخادم وأنصار بلعياط وأنصار عبادة وكل الذين يريدون اصطياد الدب الصحراوي سعداني، لا يريدون له أن يخرج معززا مكرما بالتنحية في اجتماع للجنة المركزية كما حدث لبلخادم.. بل يريدون له أن يطرد بلا اجتماع.. وهذه إرادة الرئيس بوتفليقة وليس إرادة خصوم سعداني.الناس لا يتحدثون الآن عن إبعاد سعداني من الحزب، فهو أصبح بمثابة تحصيل حاصل، بل الحديث يجري عما سيفعله بوتفليقة بسعداني بعد إبعاده!وبالنظر إلى نوعية وحجم التخلاط الذي مارسه سعداني باسم من خلّط باسمهم، لا بد للرئيس بوتفليقة أن يجعله عبرة لغيره، ويضع به حدا لمسار روّج له سعداني بقصد أو عن غير قصد!الرئيس إذا أراد أن يذهب إلى الانتخابات بأفالان يعول عليها في الانتخابات القادمة، لا بد له أن يجعل من سعداني ومن يقف خلفه عبرة لمن يعتبر، خاصة وأن الرئيس أصبح على يقين من أن الذهاب للانتخابات بجبهة يقودها سعداني معناه الانتحار المؤكد للنظام، الذي يبني عليه بوتفليقة كل سياسته.نعم، الوضع صعب.. ولكن الأصعب منه هو إبقاء الحال على ما هو عليه الآن، والخاسر في النهاية ليس هو سعداني بطبيعة الحال بل هو الرئيس بوتفليقة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات