شكرا لأسود الكاميرون؟!

وضع الكرة في الجزائر صورة مصغّرة للوضع السياسي في البلاد، حتى ولو كان الوضع السياسي في البلاد يستعمل الوضع الكروي في الهف والتضليل الشعبي:- هل من الصدفة أن روراوة جاء إلى رئاسة الكرة مع العهد البوتفليقي في بداية هذا القرن؟! وهل من الصدفة أن بوتفليقة خلال عهداته الثلاث الماضية استهلك 7 رؤساء حكومات كلهم أو جلهم أُبعد من رئاسة الحكومة بتهمة العجز وعدم القدرة على تسيير الأمور.. والرئيس الذي عينهم وأبعدهم لم يُسأل ولا مرة عما يفعل وهم يُسألون، تماما مثلما فعل روراوة عندما عين وأبعد 7 مدربين للفريق الوطني، ولم يُسأل ولا مرة لماذا عينهم؟ ولماذا أبعدهم؟ وبقي هو دائما الثابت الوحيد؟! يخطئ ولا يُحاسب عندما يعين المدربين غير الأكفاء، ويحاسبهم هو على عدم النجاح! وروراوة في هذه مثل الرئيس لا يُسأل عما يفعل، ورؤساء الحكومة والمدربون يُسألون.– سبق لحسني مبارك وابنه جمال أن استخدموا الكرة في وضع سيناريو التوريث بالاعتماد على الكرة المصرية في إفريقيا وفي كأس العالم، ولكن المنتخب الجزائري لكرة القدم أفشل هذه الخطة.. وانتهى حكم مبارك في مصر بما انتهى إليه من كوارث ما تزال آثارها إلى اليوم. هل يعيد النظام الجزائري هو الآخر السيناريو نفسه باستعمال الكرة في “التخياط” السياسي لما بعد بوتفليقة، أو حتى لتوريث الحكم على الطريقة الكوبية!؟في هذه الحالة لا بد أن نشكر الأسود غير المروَّضة الكاميرونية على ما فعلته بهذا البرنامج في ملعب مصطفى شاكر بالبليدة، تماما مثلما شكر المصريون محاربي الصحراء على ما فعلوه بسيناريو مبارك في “ستاد القاهرة” وفي أم درمان!– نعم أجواء مصر ما قبل سقوط مبارك تخيم الآن على الوضع العام في الجزائر.. صحيح أن وضع الجزائر اقتصاديا الآن لا يشبه وضع مصر في عهد مبارك قبل سقوطه.. لأن الجزائر ليس بها مديونية، لكن الفساد والتعسف في استعمال السلطة والديكتاتورية “الكحلة” السائدة جعلت الجزائر في هذه لا تشبه مصر فحسب في عهد مبارك، بل قد تشبه إلى حد بعيد وضع رومانيا قبل سقوط شاوسيسكو!لهذا يتساءل المواطن عن السر الذي جعل سلال يتنقل إلى كوبا.. ربما لنقل تجربتها الثورية في التسيير السياسي أو الاقتصادي في هذا البلد الذي صمد أمام الأعاصير العاتية السياسية والاقتصادية التي اجتاحت الجزيرة الكوبية خلال 60 سنة من الحصار.. إنها فعلا تجربة تستحق أن تُنقل لنا ويستفيد منها الحكم في تمديد عمره.!

[email protected]