صحفي يعتزم رفع دعوى قضائية ضد التلفزيون

38serv

+ -

 يعتزم الصحفي ناصر الدين السعدي، ابن الشهيد ناصر الدين عبد الحميد، رفع دعوى قضائية ضد التلفزيون الجزائري والقناة الثالثة، من أجل كشف ملابسات إنجاز شريط وثائقي، بثته القناة في الثامن والعشرين فيفري الماضي، ضمن سلسلة “شهداء المقصلة”، تناول الشهيد البطل ناصر الدين عبد الحميد، مؤسس خلايا ثورة التحرير في منطقة واسعة من شمال ولاية سطيف، بالنظر للإساءة الكبيرة التي لحقت بالشهيد وتاريخه والعائلة والمنطقة بأكملها، حسب ما جاء في بيان لنجله السعدي. وتساءل نجل الشهيد عن دوافع إنجاز شريط وثائقي عن شخص لا يعرفه صاحب التحقيق، ولم يذهب إلى المكان الذي نشأ وترعرع فيه، ولم يقرأ ما كتب عنه في صحف الاحتلال الصادرة في الجزائر وفرنسا، مستطردا أم إن الأمر يتعلق بفعل مدروس من أعداء الأمس، أرادوا تشويه البطل والتاريخ معا، وربما أرادوا بذلك الثأر من أحكام يكون قد أصدرها ضد ذويهم الحركى والبياعين؟ معلقا بأن سياق المحاكمة سيكشف كل شيء.  واستغرب الصحفي في بيانه، وجود شهود في الفيلم الوثائقي لا يعرفون الشهيد، وكتب مستفسرا “من هؤلاء الشهود الذين اعتمد عليهم الشريط، ليدلوا بشهادات ظالمة بحق رجل غاب عن هذا العالم قبل قرابة ستين عاما؟”، مردفا: “المحاكمة أيضا ستظهر الحقيقة، لأنهم سيقفون كلهم أمام القضاء، شهود الزور ومعدو البرنامج ومن بثه وكل من له علاقة” وعلق على قضية رفعه للدعوى القضائية بقوله: “أنا إذ أقاضي من اعدوا ووزّعوا هذا الشريط، إنما أفعل تماما ما كان سيفعله العقيد عميروش لو كان حيا، وخاصة دفاعا عن شرف المهنة التي مرمدها هؤلاء”.وقدّم ناصر الدين السعدي نجل الشهيد، قراءة ونقدا للشريط الوثائقي الذي، حسب البيان، يقدّم معلومات مغلوطة مست بسمعة الشهيد وعائلته وبلدته وجاء فيه” الشريط دام 11 دقيقة كانت كافية لتشويه نضال الشهيد وتاريخ المنطقة كلها، وأعطت الانطباع عن الجدية التي تعدّ بها مثل هذه الأشرطة ورخويتها إن بنفخ دور أحد أو بتقزيمه”، مضيفا “فحسب الشريط، الشهيد شخص فقير يعيش في بيئة جبلية، يقتات من ما يجود عليه يوم عمله الشاق تحت ظنك العيش )باستعمال الكلمات الواردة في التعليق(، ويرفق هذا الكلام بظهور شخص رثّ اللباس يسير وراء حمار في الجبل. وجاء في التعليق أن الرجل المسكين اعتقلته المخابرات الفرنسية بعد عام ونصف العام من اندلاع الثورة وزجت به في السجن، وهناك اكتشف الثورة والروح الوطنية حين التقى بكوكبة من رجال وهبوا أنفسهم لقضية الوطن والثورة”. يشير البيان بـ “إنها الصورة النمطية للمجاهد التي زرعتها فرنسا في الجزائريين، وظلت سائدة أزيد من خمسين عاما من الاستقلال .. صورة الفلاڤ الذي لا يجد ما يأكل فيرحل حيث يجد بعض الأكل وسط المغامرين القتلة في الجبال”. انتقد البيان الشهود وما قدّموه من شهادات ووصفهم بـ«شهود الزور”، حيث قدموا حسب الإعلامي ناصر الدين السعدي مغالطات، ومنها أن “أحدهم قال إن السجين لم يكن لا مع فرنسا ولا مع الثورة اعتقلوه ظلما. وقال إنه ليس شهيدا، لأن الشهيد الحقيقي هو من يقاتل فرنسا”. معلقا بأن “الثلاثة لا يعرفون حتى مسقط رأس الشهيد ولا المكان الذي عاش فيه”. وأضاف: “وآخر قال إن عبد الحميد “من ڤنزت” ونفس الشيء بالنسبة لمعد البرنامج ومخرجه الطيب تهامي والصحفية عفاف فنوح قدمها البرنامج على أنها هي من قامت بـ«البحث” وأي بحث؟ حيث قدّما الشهيد على أن مسقط رأسه من بوڤاعة، ثم قالا في مكان آخر بأنه من حمام ڤرڤور، ومسقط رأسه بعيد عن المكانين 40 كلم”. وخلص البيان إلى أن “معد البرنامج والباحثة لم يتنقلا إلى مسقط رأس الشهيد حتى يقفا على أطلال قصره، وأطلال مبنى الطاحونتين والبساتين وغابات الزيتون التي تنعم عائلته بزيتها حتى الآن وتنعم عائلات من البلدة تشتغل بتلك الغابات وباقي الأرض، لأنهما لو تنقلا لقال لهما الجميع من هو ناصر الدين عبد الحميد الفعلي”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات