“نتائج مشروع شال أكدت نهاية المنظومة الاستعمارية”

 كشف رئيس جمعية “المالغ”، دحو ولد قابلية، أن الأفكار التي راجت خلال السنوات الأخيرة، والقائلة بأن عبان رمضان فتح قنوات اتصال مع فرنسا بغية المساس بالثورة، غير صحيحة، بدليل أن أحمد بن بلة نفسه علّق عن الاتصالات التي كان يجريها وفد رسمي باسم جبهة التحرير الوطني قائلا: “هل سيرضى قادة الداخل بذلك”، في إشارة منه إلى مواقف عبان. علما أن هذا الأخير أوجد في أدبيات حرب التحرير ما يسمى “بالشرط المسبق”، الأمر الذي يعني لا مفاوضات مع الطرف الفرنسي إلا في حالة قبول فكرة الاستقلال الوطني. اعتبر دحو ولد قابلية، رئيس جمعية “المالغ”، أمس، في محاضرة ألقاها بفوروم يومية “المجاهد” الذي تنظمه جمعية مشعل الشهيد، خلال تكريم المجاهد الطيب الثعالبي، المدعو سي علال، أن الوصول إلى اتفاقيات إيفيان، واستقلال الجزائر تطلب سلسلة من اللقاءات بين الطرفين الجزائري والفرنسي، بدءا بمحاولات جس النبض، وصولا إلى اللقاءات الرسمية بين الطرفين.وقال ولد قابلية، إن الجنرال ديغول الذي حكم فرنسا بعد سقوط الجمهورية الرابعة، تمكّن من تغيير الدستور الفرنسي، وإدخال تعديلات في نظام الحكم الذي تحوّل إلى نظام رئاسي، كان له تصوّر معيّن تجاه الثورة الجزائرية، تمثّل في محاولة “تحطيمها عسكريا”، قبل الشروع في أي مفاوضات مع جبهة التحرير الوطني. أضاف ولد قابلية ضمن السياق نفسه، أن سياسة ديغول تميزت بمحاولة تحقيق محورين أساسيين، أولها عسكري عبر مخطط شال، والثاني اقتصادي واجتماعي عبر مشروع قسنطينة، الذي كان يرمي إلى تحقيق عشرين ألف منصب شغل على مدى خمس سنوات، وبناء عشرين ألف سكن خلال نفس المدة، وتمكين عشرين ألف طفل جزائري من التمدرس. وحسب رئيس جمعية “المالغ”، فإن القادة العسكريين الفرنسيين قدموا حصيلة لديغول بعد سنتين من مشروعي شال وقسنطينة، وركّزوا من خلالها على الخسائر التي ألحقوها بقوات جيش التحرير، لكن الجنرال ديغول رد قائلا: “أريد أن أعرف كم هو عدد الجزائريين الذي تم استمالتهم للقضية الفرنسية”، فكان الرد سلبيا، حسب ذات المتدخل الذي أضاف: “لقد انضم الشعب الجزائري برمته للثورة، وحدثت قطيعة نهائية مع المنظومة الاستعمارية”.وعقب محاضرة ولد قابلية، قامت جمعية مشعل الشهيد بتكريم المجاهد الطيب الثعالبي المدعو سي علال، وذلك بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثالثة والخمسين لعيد النصر الموافق ليوم 19 مارس 1962.