واضح أن النظام السياسي الجزائري يريد أن ينام على جنبه الآخر الأرندي، بعد أن نام على جنبه الأفالاني حينا من الدهر! ولهذا سلط النظام على الأفالان سعداني وصحبه لتشتيت شملها وذهاب ريحها في الانتخابات القادمة. وبالتالي خروج القوة الثانية في الحكم، الأرندي، كقوة أولى في الانتخابات القادمة بالتزوير الممنهج وباستعمال الأسلاك النظامية كقوة انتخابية لتعيين الحزب الفائز والذي يراد له أن يكون الجنب الجديد الذي ينام عليه النظام مرة أخرى! هل من الصدفة أن أحمد أويحيى، زعيم الأرندي، يبرمج ندوته الصحفية مباشرة بعد ندوة سعداني؟! واضح أن أويحيى يتوعد سعداني بالرد في حالة التعرض لمصالح الأرندي!سعداني هو الآخر بدأ يحس بالخطر، فأصبح يحسب لكلماته قبل أن يتفوه بها، خاصة أن حالة الحزب لا تبشر بخير، وأن الأفالان منقسمة إلى أربعة أجزاء يمثل فيها سعداني الربع فقط.. وإذا ذهبت الأفالان إلى الانتخابات بهذا الوضع فسيكون مصيرها معروفا وسيأخذ الأرندي المرتبة الأولى في البرلمان. والحكومة وسعداني يكونان قد ضللا الرئيس، باعتبار أن تغيير سعداني في هذا الظرف يمس بمصالح الجبهة. والحال أن بقاءه بهذه الصورة هو الذي يمثل المساس بمصالح الجبهة. وهنا، فإن أصابع أويحيى وسلال في هذه القضية غير مستبعدة.شيء آخر ذكره سعداني، وهو تأكيده على تعيين رئيس الحكومة من الأغلبية البرلمانية كما ينص على ذلك الدستور، وسلال وأويحيى يعرفان بدقة أن سعداني لا يمكن أن يدعم أحدهما لقيادة الحكومة بعد الانتخابات، وبالتالي فإن إبعاده من الفوز بالمرتبة الأولى هو الحل الأنجع.. خاصة أن الرئيس بوتفليقة قد يكون وقتها في وضع لا يسمح له باتخاذ قرارات معاكسة لنص الدستور أو حتى إرادة الحزب الفائز. زيادة على أن سعداني إذا فاز مع الأفالان فسيتضاعف تسردكه على الجميع بمن فيهم الرئيس! وسعداني معروف عنه أنه يحمل كما هائلا من التهور! هل شاهدتم أمينا عاما لحزب له الأغلبية في البرلمان وعنده رئيس هو رئيس الجمهورية، له صلاحية تعيين رئيس الحكومة، يقوم هذا الأمين العام بنزع هذه الصلاحية من رئيسه ويسندها للفائز بالانتخابات! حسب تعبير المرحوم مهري، سعداني ينشر الغصن الذي يقف عليه أو لنقل “يُطَيِّرُها ويجري تحتها” حسب تعبير المرحوم مساعدية!أما حكاية حديث سعداني عن إبعاد الشكارة عن الانتخابات التشريعية القادمة، فهي فعلا مضحكة سياسية.. ففي الوقت الذي كان سعداني يتحدث بهذا الكلام أمام المكتب السياسي، كان بوشكارة الحزب الأفالاني يجلس في مكتب سعداني! وعندما أنهى الاجتماع حمل بوشكارة سعداني في سيارته وخرجا أمام الجميع! لهذا، فإن قول سعداني سأبعد الشكارة عن الانتخابات يمكن أن نفهمه فقط إذا كان يقصد بقوله: الشكارة تذهب إلى الحساب الخاص وبوشكارة يذهب إلى ترؤس القائمة الانتخابية! هل باستطاعة سعداني أن يبعد من القوائم أمثال أحمد عز البرلمان عن ولاية تبسة ويبعد “العرام” السياسي البرلماني عن قائمة عنابة! الحزب الآن أصبح رهينة للمال الفاسد.. والعملية بدأت قبل سعداني وستبقى بعده لأنها مرتبطة بمصالح عليا أكبر من سعداني والأفالان.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات