1,2 مليون دولار شهريا لمستورد "على ظهر الدولة"!

كشف “تحالف الصحفيين المحققين”، الذي فجّر فضيحة “أوراق بنما”، عن وثائق جديدة تكشف عن ممارسات احتيالية ارتكبها موردو حليب جزائريون، كلفت الخزينة العمومية خسائر هامة.

تورد الوثائق التي نشرتها صحفية “لوموند” الفرنسية، أمس، من سلة “أوراق بنما”، قيام شركتين عائليتين تنشطان في استيراد وتحويل الحليب الجاف متمركزة في واد السمار، بتوريد مواد أولية من أوكرانيا، وفوترتها بضعف السعر الحقيقي في السوق، ويتعلق الأمر بشركة “داير فود انغردينت المحدودة” و”أكسفورد شيميكل المحدودة”، التي يملكها زبير برارحي 73 سنة، بالشراكة مع ابنه جواد البالغ 45 سنة، مدير مصنع واد السمار الذي تسيره شركة “ليكو” (يديرها زبير).وتورد لوموند أن آل برارحي استعانوا بخدمات مكتب المحاماة والأعمال البنمي موساك فونسيكا لإنشاء شركتين ما وراء البحار في الجزر العذراء البريطانية، بمساعدة “فيديسيور” ذات الأسهم لإدارة الثروة، مهمتها إدارة أموال “آل برارحي” المودعة لدى “القرض السويسري بجنيف.وتولت شركة “دايري فود ليميتد” دور الوسيط في عقود ضخمة، حيث قامت بشراء حليب جاف من السوق الأوكرانية لتعيد تصديره للسوق الجزائرية بسعر أعلى.ووضع اتحاد الصحفيين المحققين يده على مراسلة تفضح خيوط اللعبة القذرة، هذه المراسلة وجهها “جان سونيي” الموظف لدى شركة “فيديسيور” ذات الأسهم لإدارة الثروة التي تدير محفظة “آل برارحي” يحذر فيها من احتمال قيام الجمارك الجزائرية بالتدقيق في مصدر الشحنات، وطلب منهم عدم الإقرار بأن زبير برارحي هو مالك “دايري فود ليميتد”.ووفق نص المراسلة، نبه الموظف إلى احتمال قيام مصالح الجمارك الجزائرية بالتدقيق في هوية دايري فود، وصلاحية العقود عبر الاتصال بموطن تسجيل الشركة في تورتولا بالجزر العذراء البريطانية، طالبا “عدم ذكر اسم مالك الشركة الفعلي”.وينص العقد المشار إليه الموقّع بين جواد برارحي لصالح شركة ليكو (المملوكة لوالده)، على اقتناء 700 طن من الحليب الجاف من شركة أوكرانية بقيمة 5600 دولار للطن بمبلغ 3.92 مليون دولار، في حين أن سعر الطن الواحد في السوق الدولية لا يتجاوز 2400 دولار. وبلغ معدل سعر مشتريات الجزائر من الحليب من أوكرانيا، التي لا تعد من زبائن الجزائر في هذا المجال، 4000 دولار للطن الواحد.