فايسبوك .. مركز تجاري للأسلحة والمواد المحظورة!

+ -

تحول الفضاء الأزرق “الفايسبوك” من وسيلة للتعارف وإقام  الصداقات والعلاقات الاجتماعية إلى منصة للترويج للأسلحة والمواد المحظورة والممنوعات بأنواعها، عبر حسابات أغلبها مقرصنة. تتم عمليات البيع “المحظورة” من طرف أشخاص عادة ما يقدمون على اختراق حسابات الناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويتّخذون منها منصات ﻹلإطلاق عملياتهم، سواء ببيع مختلف المواد المحظورة أو كونها ممارسة غير مشروعة تستهدف التحايل على نظام المعالجة الآلية للبيانات بغية إتلاف مستندات أو السطو وسرقة حسابات النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف نشر صور أو معلومات عن بيع قطع أسلحة أو أثرية أو ابتزاز مبالغ مالية من أصحاب الحسابات أو غيرها ممنوع تداولها حسب القانون.  تمحورت الجرائم المعلوماتية، حسب مصادر عليمة لـ”الخبر” بولاية باتنة، التي تحتل الصدارة واﻷلأولى وطنيا بهذا المجال، بإحصائها لحوالي 57 قضيةمنذ بداية العام الجاري، فيما عرفت تسجيل 43 قضية العام الفارط على مستوى مصالح الشرطة، تتعلق بالمساس بالأنظمة الآلية للمعطيات، المساس بحرمة الحياة الخاصة عبر الأنترنت، التشهير والقذف والسب والشتم، المتاجرة بالأسلحة النارية والمواد المحظورة عبر الأنترنت وأخرى حساسة وكذا الابتزاز والمتاجرة بقطع مصنفة من التراث الثقافي، وهو ما وقفت عليه  الخبر” أثناء تحقيقها وبحثها في الموضوع.سوق حرة للأسلحةتتفاقم ظاهرة بيع الأﻷسلحة النارية، التي تقول مصادرنا، إنها إما تكون مهرّبة من ليبيا ومالي والمناطق الحدودية التي تشهد أوضاعا أمنية صعبة، أو تم الاستيلاء عليها من أشخاص أو عناصر أمنية في سنوات سابقة، أو حتى تم تصنيعها داخل ورشات وبمعدات تقليدية وأخرى حديثة.وهو ما نقف عنده كلما نجحت العناصر اﻷلأمنية المختصة في اﻹلإطاحة بشبكة أو بورشة لتصنيع اﻷسلحة والذخيرة، ويمكننا أن نقف كذلك عند بعض القضايا التي عالجتها الفرق المختصة التابعة للمصالح الولائية للشرطة القضائية بولاية باتنة، حيث وقبل أسابيع قليلة، تمكنت من رصد تحركات شابين قاما وبكل جرأة بعرض بندقية صيد مصنّفة على أنها من الصنف الخامس، في إحدى صفحات موقع التواصل  الاجتماعي “الفايسبوك”، من أجل بيعها للمهتمين بحيازة هكذا سلاح ناري، وما كان منهما سوى الاستعانة بالفايسبوك للترويج لها. عناصر فرقة البحث والتدخل، تابعوا خيوط الواقعة من بدايتها وقاموا بتحريات معمّقة أفضت إلى فك خيوطها، عقب نشر خبر عبر إحدى صفحات “الفايسبوك” تفيد بوجود قطعة سلاح ناري موجّهة للمهتمين باقتنائها، والتي انتهت بنصب كمين أفضى لتوقيف المتورطين الشابين البالغين من العمر 23 و29 عاما، متلبسين بعملية البيع. وبعد إخضاعهما للتفتيش، عثر بحوزتهما على سلاح ناري من عيار 12 ملم روسي الصنع، ذو ماسورة مزدوجة معدومة الوثائق، اتضح بعد حجزها أنها حديثة الصنع ولا تزال في غلافها وغير مستعملة إطلاقا.وقد تبيّن خلال استجوابهما، حسب مصادرنا، أنهما مسبوقان قضائيا، وقد مثلا لاحقا أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة باتنة الابتدائية، للاستماع ﻷلأقوالهما والذي أحالهما بدوره إلى قاضي التحقيق للغرفة الثالثة لدى ذات المحكمة.طائرة تجسس للبيع!ومن القضايا المثيرة التي حققت فيها فرقة الجرائم المعلوماتية بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية باتنة، عملية عرض طائرة تجسس صغيرة، تم ترصد أحد اﻷلأشخاص عن طريق صفحة على الفايسبوك، قام فيها بنشر صورة لطائرة صغيرة الحجم من نوع “كادري كابتر”، لتباشر رحلة التتبع والتحري لتوقيف المتورط البالغ من العمر 25 عاما. وأثناء التحقيق معه والتفتيش، تم استرجاع طائرة صغيرة الحجم بجميع لواحقها، مزوّدة بكاميرا “شدي” وبطاقة ذاكرة للتخزين، في وقت تم فيه إحالة ملف المتورط في القضية على الجهات العدلية المختصة لمحاكمته لاحقا.الآثار في المزاد الفايسبوكي لم تسلم الآثار والتحف والقطع الأﻷثرية التي تمثّل حضارة وتاريخ جذورنا من البيع في المزاد العلني عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، وقد حققت عناصر الشرطة في عدة قضايا، آخرها في ولاية باتنة ويتعلق الأمر بعصابة من ثلاثة أشخاص، مختصة في سرقة قطع نقدية أثرية تعود للحقبة الرومانية، حيث تم استرجاع ما يقارب 20  قطعة نقدية، وذلك بعد نشر المشتبه فيهم صورا للعملات الرومانية عبر إحدى صفحات الفايسبوك، التي كشفت عن تورطهم في القضية، تتبعتها المصالح المختصة لحين الإيقاع بهم وتحويلهم على الجهات العدلية في انتظار النظر في القضية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات