نعم المصالحة الوطنية نجحت في تصالح الفساد مع الرداءة ومع الاستبداد، وأنشأ الثلاثة ما يمكن أن نطلق عليه التحالف الرئاسي لدعم برنامج الرئيس غير المعلن، والذي كشفه وزير الإعلام ڤرين مؤخرا عندما قال: إن “الهوشة” الفسادية الجارية بين وزراء حكومة سلال هي تطبيق لبرنامج الرئيس!لا يمكن أن ننكر نجاح المصالحة الوطنية، ونحن نشاهد العناق الحميمي في مقبرة العالية بين رجل المال حداد مع رجل المال والسلاح لعيادة..!؟ أو نشاهد الجلسة الحميمية بين (الاستئصالى) أويحيى والجزار السياسي مدني مزراڤ، في رئاسة الجمهورية، لوضع القانون الأساسي لأمة المصالحة وهو الدستور! والمجلس الدستوري ونواب الأمة لا يتحركون وهم يرون الاستئصال والذبح يضع القانون الأساسي للأمة! هل دستورية القانون تخص فقط تطبيق نصوص الدستور ولا تخص دستورية وضع هذا الدستور (بالنسبة للمجلس الدستوري)؟! هل من الدستورية أن الذين “تهاوشوا” وفعلوا ما فعلوا بالجزائر يحق لهم أن يضعوا للأمة دستورها.. ولا يحق لأمثالهم حتى أداء الصلاة بحرية في المسجد؟!هل المصالحة الوطنية نجحت والبلاد سياسيا عادت حالتها أسوأ مما كانت عليه قبل حدوث هذه “الهوشة”؟! هل يستطع أي عاقل أن يقول لنا: ما هو أحسن.. الوضع السياسي قبل “هوشة” 1992 أم وضعنا السياسي بعد هذه الهوشة؟! وإذا فعلا تمت المصالحة بين هؤلاء، فما المانع من العودة إلى الحياة السياسية قبل هذه “الهوشة”؟! أم إن الأطراف تساعدهم الوضعية الحالية التي تغيّب فيها السياسة وتبرز فيها المافيات والصفقات واقتسام المنافع والمناصب والخيرات؟!هل المصالحة نجحت والبلاد ما تزال تصرف خمس ميزانيتها على صون أمنها من الإرهاب؟! ونسبة هامة من هذه المبالغ تصرف على العمل الأمني لتشتيت العمل السياسي للمعارضة السياسية غير المسلحة؟!هل المصالحة نجحت ونحن نعيش حالة سياسية لا يمكن إجراء انتخابات برلمانية أو رئاسية دون إعمال آلة التزوير في ترتيب النتائج قبل إجراء هذه الانتخابات؟! أخشى ما نخشاه هو أن يحدث للمصالحة ما حدث لبرنامج الرئيس المتوالد أربع عهدات، حيث كل مرة يقال لنا هناك برنامج الرئيس وفي النهاية لا توجد إنجازات... وتوجد فقط إخفاقات تسمى برنامج الرئيس؟[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات