+ -

صار اسمه من بين أكبر مدربي الدوري الإنجليزي وأقدمهم، وأسطورة دخلت تاريخ “البريمرليغ”، بإطفائه الشمعة العشرين على رأس نادي أرسنال الإنجليزي.. إنه أرسن فينغر، صاحب 66 سنة، الذي حوّل كل ما لمسه خلال عشريتين متتاليتين بأرسنال (1996-2006 و2006-2016) إلى ذهب، فاز بـ7 ألقاب كبيرة، منها 3 ألقاب دوري أبطال، إلى جانب 4 ألقاب أخرى من أجل نيل كأس إنجلترا، فضلا عن موسم رياضي 2003-2004 متألق شبه خيالي، خال من أي هزيمة، فقد حافظ النادي على احتلاله الصدارة طيلة 49 أسبوعا. قاد التقني الفرنسي أرسن فينغر نادي أرسنال 16 مرة متتالية للتأهل إلى دوري الأبطال، ويمتلك أعلى نسبة في تحقيق الفوز في تاريخ النادي الإنجليزي، تقدر بـ57%، وذلك منذ توليه رئاسة النادي في 1996. لكن تعثر أرسنال في نهائي رابطة أبطال أوروبا أمام برشلونة سنة 2006 بهدفين مقابل هدف وحيد، شوّش صورة المدرب الفرنسي، زيادة على أعباء ميزانية إنشاء ملعب “الإمارات” الذي أثرت تغطية نفقاته على عملية اختيار “شراء” لاعبي النادي، ليجد المدرب الفرنسي نفسه أمام انتقادات لاذعة في ظل فترة عرفت باحتداد التنافس بين النوادي الإنجليزية ومن يشرفون عليها، لكن تلك الانتقادات سرعان ما تبخرت بمجرد إحراز فينغر كأس إنجلترا مرتين سنتي 2014 و2015، إذ جاء هذا الفوز بمثابة البلسم الذي رطب الأجواء، وبدأ شيئا فشيئا بتغيير فلسفة اللعب والتشكيلة، من 4/4/2 إلى الخلطة السحرية 4/5/1، وهي تشكيلة على الطريقة الفرنسية. ووعد أرسن فينغر ببداية موسم جديد مليء بالنجاحات مع قدوم اللاعب الدولي الفرانكو جزائري سمير نصري إلى أرسنال، إلى جانب فابريغاس وفان بيرسي.احتفالية بـ20 سنة.. حُسد عليها وكرّم فيهاوزاد سجل فينغر الحافل بالألقاب الكبيرة وعشرينيته التي يُحسد عليها على رأس ناديه، زاده لمعانا لم تنقص منه تلك العداوة التي ظهرت في السنوات الأخيرة مع مدرب تشيلسي السابق جوزي مورينيو، بل بالعكس تلقى تكريما من قبل المدرب الجديد أنتونيو كونتي بمناسبة الاحتفال بعشرينيته على رأس أرسنال السبت الماضي 24 سبتمبر، والتي توجت بفوز لاعبي أرسن فينغر على نادي تشيلسي بثلاثية، وقال أنتونيو كونتي “أعتقد أن أرسن فينغر حقق إنجازا جيدا، إنه لرائع أن يستطيع المرء أن يبقى على رأس نادي كرة قدم لمدة 20 سنة”.عاشق أرسنال الولهان يدخل موسوعة غينيس الشهيرةتلقى فينغر عدة عروض مغرية تسيل لعاب العديد من المبتدئين أو المدربين هواة التغيير، وعلى رأسها عرض ريال مدريد مرتين، وبايرن ميونيخ الألماني، لكنه رفض وفضل البقاء في نادي أرسنال كعاشق ولهان لهذا النادي العريق الذي قدِم إليه جالبا ألمع اللاعبين الفرنسيين (فييرا، أنيلكا، ويلتورد) وأشهر الهدافين الذين دخلوا تاريخ نادي أرسنال الإنجليزي، مثل الفرنسي تيري هنري الذي سجل لوحده 228 هدف، حسب تقرير “ديلي ميل” الإنجليزية.وفي السنوات الأخيرة، أحضر فينغر اللاعب أوليفيي جيرو، وقد كان يخاطب لاعبيه بلغته الأم الفرنسية والإنجليزية داخل الفريق الذي وصل إليه في 22 سبتمبر 1996، حيث حط الرحال بهاي بوري وهو يرتدي بدلة “بلازير” زرقاء اللون وربطة عنق حمراء، ليخلف نظيره السابق بروس رييوش. تم استقباله بطريقة عادية “شبه باردة”، لا أحد من أعضاء الفريق الفني المشرف على إدارة نادي أرسنال آنذاك كان يتخيل بأن هذا التقني الفرنسي سيحقق انتصارات عظيمة، وسيبقى على رأس النادي لفترة 20 سنة أسالت حبر وسائل الإعلام الإنجليزية والأوروبية، وتصدر عناوين أكبر الجرائد البريطانية، ولا يزال إلى غاية يومنا هذا، حيث تم اختياره كأحد مواضيع موسوعة “غينيس” الشهيرة.أفضل كاشف للمواهب في كرة القدمويتقن أرسن فينغر الحديث بالفرنسية والإنجليزية والألمانية بطلاقة، وقليل من الإيطالية والإسبانية واليابانية، ويطلق عليه اسم “أفضل كاشف” لمواهب اللاعبين الفرنسيين وفي العالم لكرة القدم، وكثيرا ما تتم استشارته في العديد من التحويلات وصفقات تنقل وبيع اللاعبين، كما تتم الاستعانة به لجلب نجوم ساطعة إلى العديد من الفرق والأندية الأوروبية.سيرته الذاتيةولد أرسن فينغر في 22 أكتوبر 1949 بمدينة ستراسبورغ في شرق فرنسا من أبوين فرنسيين، دأب على الذهاب إلى مطعم والده منذ صغره بغية الالتقاء بنادي “دوتلنهايم”، الأمر الذي زاد من شغف الطفل فينغر ودفعه إلى عشق الكرة المستديرة. اجتهد في دراسته من أجل وضعها على جنب قصد التفرغ لهوايته، ومرت الأعوام وتحصل أرسن فينغر على شهادة البكالوريا شعبة الهندسة الميكانيكية، ودخل الجامعة حيث أكمل دراساته إلى غاية نيله شهادة ماجستير في العلوم الاقتصادية من جامعة ستراسبورغ. هو متزوج ولديه ابنة وحيدة، يقيم مع أسرته بمنطقة توتيريدج في لندن.مساره الرياضياستهل أرسن فينغر مشواره الرياضي في كرة القدم كهاو، وهو يبلغ من العمر 16 سنة، ولعب في مركزي حارس ومدافع أولا بنادي موتزيغ، ثم احترف مع نادي ميلوز الذي كان يلعب في الدرجة الثانية، لكنه لم يتألق كثيرا، إذ تمكن من اللعب بعدها مع نادي ستراسبورغ في الدرجة الأولى عندما بلغ عمره 29 سنة، وشارك في مسابقة كأس أوروبا دائما مع النادي ذاته، وفاز معه بالدوري الفرنسي سنة 1978، حيث كانت أول إطلالة وتألق له مع نادي ستراسبورغ الذي كسب المقابلة أمام نادي غمارة موناكو، ليعتزل اللعب بعد 3 سنوات من أجل التفرغ كليا لمجال التدريب، وهو لم يتجاوز 32 من العمر. كما أشرف فينغر بالموازاة على إدارة مركز نادي ستراسبورغ التكويني في الفترة الممتدة بين 1981-1983، إلى أن تمت ترقيته وتعيينه كمدرب مساعد في فريق كان، وبقي هناك لمدة سنة 1983-1984.واصل مشواره الرياضي الحافل، ودخل عالم التدريب في سن مبكرة بداية من نادي نانسي الفرنسي، ليحلق بعدها فوق سماء إمارة موناكو سنة 1987 من أجل الإشراف على تدريب النادي المحلي لموناكو، فحقق عدة انتصارات في أول موسم له، فاز من خلالها بالدوري المحلي، ثم طار بعدها إلى اليابان لتدريب فريق ناغويا غرامبوس لمدة سنتين انطلاقا من سنة 1994، فاستطاع وضع بصمته والعمل بوصفته السحرية، إذ نجح في رفع الفريق من الحضيض من المركز ما قبل الأخير إلى المراتب الثلاث الأولى، ونال “كأس الإمبراطور”، إلى جانب البطولة الوطنية اليابانية. ليحط بعدها الرحال في أرضية أحد أفضل النوادي الإنجليزية والعالمية أرسنال، وذلك سنة 1996، وبقي فيه إلى غاية اليوم. وبعد مرور 20 سنة لا يزال متألقا بلباقته وأناقته وتواضعه وشعبيته الكبيرة وسط الأنصار، وكذا الرياضيين عبر مختلف أرجاء العالم.إنجاز أبهر كل محبي كرة القدمأبهر أرسن فينغر كل محبي كرة القدم والملايين من المتفرجين وراء شاشاتهم عبر العالم، خاصة ذلك الإنجاز الذي حققه خلال موسم 2003-2004 حين فاز بالدوري الإنجليزي بقيادته “الغانرز” بعد انتصاره في 38 مباراة على التوالي خالية من الهزائم، ليسجل اسمه بأحرف من ذهب كأحد أشهر المدربين الذين عرفهم تاريخ كرة القدم في العالم، فضلا عن إنهائه الدوري الإنجليزي لعامين متتاليين بـ “صفر” خسارة في ملعب “الإمارات”، ماعدا تلك الهزيمة التي سجلت أمام فريق ويستهام التي تم تحميلها على عاتق التحكيم، بعد تأكيد الجميع بأنه كان فيها تلاعب فاضح من قبل الحكام.جوائز وألقابتمت مكافأة أرسن فينغر على سجله الحافل بالإنجازات العظيمة والانتصارات بإعطائه لقب “ضابط” رتبة الإمبراطورية البريطانية، إلى جانب تقليده وسام “فارس جوق الشرف” الذي يُعد من بين الجوائز والألقاب الممنوحة لنخبة قليلة فقط من البريطانيين، حيث رفع فوزه بكأس إنجلترا لمرتين سنتي 1998 و2002 رأسه في أرسنال، بعد لعبه 650 مبارة مع ناديه منذ توليه إلى غاية الموسم الماضي. والحديث قياس عما يحدث في بطولتنا.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات