هل الجزائر فعلا أقنعت السعودية بضرورة التنسيق مع إيران ضمن الأوبك من أجل تجميد رفع الإنتاج؟ أم أن السعودية هي التي نجحت في مقايضة موقعها في الأوبك بموقف الجزائر في القضايا التي تخص السعودية سواء في موضوع اليمن أو سوريا أو إيران؟لماذا لم يتحدث ممثل إيران عن حكاية تجميد الإنتاج التي أعلنت في الجزائر؟! هل الأمر لا يخص إيران؟! ولماذا تقول وكالة الأنباء الإيرانية إن إيران لا يمكنها تسقيف إنتاجها إلا عندما تصل إلى 4 ملايين برميل؟ وكلنا يعرف أن وكالة الأنباء الإيرانية مثلها مثل وكالة الأنباء الجزائرية لا يمكن أن يصدر عنها أي خبر لا يكون مصدره السلطة في إيران! لهذا فإننا لا بد أن نأخذ ما أعلن في الجزائر من اتفاق هش بحذر شديد!لا يوجد أي مخلوق باستطاعته إقناعنا بأن السعودية لا تستخدم موقفها القوي داخل الأوبك لأغراض سياسية تتعلق بالموقف العربي من سياستها في المنطقة العربية، وخاصة داخل الجامعة العربية. كلنا نتذكر كيف ردت السعودية على الموقف الجزائري من الأزمة السورية داخل الجامعة العربية خلال قمتي الكويت والدوحة التي تمت تحت قيادة الجامعة العربية للنظر في المسألة السورية.. وكان الموقف الجزائري مغايرا للموقف الخليجي عموما والسعودي خصوصا، وخاصة في القمة الاقتصادية الكويتية، وهذا ما أدى إلى الإعلان مع دول الخليج عن دراسة إمكانية انضمام المغرب والأردن إلى مجلس التعاون الخليجي، وذلك نكاية في الجزائر! بل وأتبعت موقفها هذا بموقف آخر له علاقة بالصحراء الغربية، وقد كانت السعودية تساند المغرب في هذا الملف تحت الطاولة، فأخرجت ذلك إلى العلن.اليوم قد تكون السعودية فعلا تعبت في أزمة اليمن وتريد الخروج منها بأي ثمن، وقد تكون الجزائر مؤهلة لدور الوسيط مع إيران وغير إيران في هذا الموضوع. وحكاية تقوية دور السعودية في منطقة الأوبك من خلال عودة المنظمة إلى حكاية إصدار القرارات الخاصة بتنظيم السوق، هو في الحقيقة تقوية للسعودية باعتبارها الدولة الرئيسية في هذه المنظمة. وقد تكون السعودية قد استعملت الجزائر واستعملت فنزويلا لإعادة تقوية الأوبك بشيء من التقزيم لدور إيران في المنظمة.تقوية السعودية في الأوبك تقابله ليونة ملحوظة في الموقف الروسي إزاء الأوبك وإزاء الأزمة السورية، وقد يمتد الأمر حتى إلى الموقف من إيران.. ولهذا شاهدنا زيادة الضغط على روسيا من طرف الأمريكان في موضوع سوريا، وشاهدنا تغيرا إيرانيا في حكاية تطبيق الاتفاق الإيراني الغربي.واضح أن السعودية التي أنهكت العربَ بسياستها في المنطقة، خاصة في سوريا ومصر واليمن وليبيا، وأنهكت الدول الأخرى كالجزائر بموضوع الموقف في الأوبك، تبحث عن سند عربي في معركتها مع إيران الصاعدة إزاء موضوع السيطرة على الخليج، ومن خلاله السيطرة على الشرق الأوسط. وهنا نلاحظ أن سياستها المبنية على التدخل في شؤون الدول العربية الداخلية قد باءت بالفشل، وقد تعود السعودية إلى رشدها العربي بتروليا وسياسيا، وقد يكون موقفها الأخير في الجزائر هو البداية[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات