+ -

ترقب وانتظار وخوف يتملك عائلات حيي الصومام وعلي عمران من الإقصاء، خصوصا مع الإجراءات الجديدة التي أقرتها سلطات الولاية مؤخرا، لا سيما التعليمة التي تقضي بوجوب تقديم وصل الكهرباء والغاز أو وصل الماء، ووثائق أخرى عشية “الرحلة”.. حيث بدا القلق ظاهرا على وجوه العديد من السكان الذين ينتظرون بفارغ الصبر إعلان والي العاصمة موعد ترحيلهم. في زيارة قامت بها “الخبر” إلى موقعي “كوكو بلاج” ببرج البحري، وعلي عمران 3 “الباخرة المحطة” ببرج الكيفان، التقينا بعدد من السكان الذين بدا القلق والخوف ظاهرين على وجوههم وهم يترقبون ترسيم تاريخ ترحيلهم، حيث كانت البداية من حي “كوكو بلاج” أين التقينا بعض سكانه الذين قالوا إنهم قضوا ليلة بيضاء بسبب الأمطار الرعدية التي تهاطلت، وتسربت مياهها من الأسطح بسبب هشاشتها، محولة أرضيات سكناتهم إلى مسابح حرمتهم من النوم. مشيرين إلى أن أحدهم لجأ إلى الحفر لصرف مياه الأمطار.وأفاد محمد، شاب في الثلاثينيات من العمر، وهو يشير إلى المياه المتسربة من قنوات الصرف الصحي المهترئة، بقوله “نحن نعيش معاناة حقيقية منذ 2003، حيث توافدت العائلات بعد زلزال بومرداس، إلى أن وصل عددها إلى حوالي 314 عائلة، قدمت ملفاتها وتنتظر ترحيلها”.. مضيفا “إنهم استغربوا طلب سلطات البلدية تعيين محضر قضائي وإجراءات أخرى للحصول على سكن، خصوصا وأن الوالي زوخ صرح مطلع الأسبوع، أن تاريخ ترحيلهم سيكون مع نهاية هذا الأسبوع، ولا جديد يذكر”.أما ياسين، في العقد الرابع من العمر، والذي استضافنا في بيته، فقال إن أبناءهم أصيبوا بأمراض الربو والحساسية. مضيفا أن “انتظارهم لساعة الفرج طال، وأنهم مباشرة بعد تصريح الوالي زوخ حول موعد الترحيل باشروا جمع أغراضهم والتهيؤ ليوم “الرحلة”.. “فمتى يحين موعد ترحيلنا يا ترى؟”. لافتا إلى حالة الجدران التي تكاد تسقط جراء هشاشتها. ليضيف آخر “سننفجر من كثرة الانتظار. تحملنا المعاناة ولن نتحمل الحڤرة والإقصاء” خصوصا مع طلب إرفاق ملفاتهم بوثائق إضافية.. وهذا ما سيعرّض الكثير من العائلات للإقصاء. ونحن نتجول بين أزقة الحي الضيقة، أصر مرافقونا على الوقوف على حالة البيوت الهشة، وكذا “الروائح الكريهة المنبعثة من وقنوات الصرف العشوائية التي أنجزناها بأنفسنا، حتى إن الوادي بات يهدد حياتنا إذا فاضت مياهه، خصوصا وأن فصل الشتاء على الأبواب”. وهنا لمحنا بعض الأطفال الصغار الذين لم يجدوا غير الشاطئ للعب وسط القمامة. وهو ما يوحي بحجم المعاناة التي يتجرعها سكان الحي الذي يقع على بعد 15 كلم فقط عن وسط العاصمة.. لذلك أجمعوا “لا نطالب بشيء نطالب بترحيلنا فقط”.انتقلنا بعدها إلى حي علي عمران 3 “الباخرة المحطمة” ببرج الكيفان، حيث شدت انتباهنا سيدات كن يتساءلن عن موعد الترحيل والوثائق الإضافية التي طالبتهم بها سلطات البلدية، حيث أشار سمير، الذي قابلناه في بيته رفقة زوجته وابنته الرضيعة، إلى أنهم لم يفهموا سبب طلب السلطات بعض الوثائق لتكملة الملف. وهو ما أخلط أوراقهم وزاد من تخوفهم من الإقصاء، بعد أن قضى 7 سنوات من الخطبة ثم الزواج، ليقرر الانتقال العيش في هذا الحي الفوضوي بسبب الضيق. بينما أفادت سيدة أخرى، وهي تتحدث بغضب ممزوج باستياء كبير، بأنهم ملوا هذه المعاناة ووجب على سلطات الولاية تعجيل ترحيلهم، خصوصا وأننا نعيق مشروعا سكنيا محاذيا لسكناتنا، إلى جانب الأخطار التي تهدد حياتهم “بسبب سقوط الكوابل الكهربائية باستمرار على بيوتنا”.من جانبه، أوضح رئيس البلدية، قدور حداد، في تصريح صحفي، أن ما يقارب الـ1800 بيت قصديري في كل من حي وادي الحميز بمجمل 1400 عائلة و”كوكو بلاج” ببرج البحري الذي يضم بدوره 400 عائلة، احتلت الشاطئ الصغير الممتد على طول 300 متر، والذي ظل غير مسموح للسباحة بسبب تلوث مياهه، شوهت المنظر العام للبلدية الساحلية. علما أن البلدية كانت تضم زهاء 4500 بيت قصديري رحل منها 2500 عائلة، فيما تبقى 10 مواقع تضم 2300 عائلة، لم تدرج بعد ضمن قوائم الأحياء المعنية بالترحيل. وهي: موحوس وڤايدي 1 و2 و3 وبن مرابط وبن إسماعيل ودرڤانة (محلقة) وموقع بحي سعيدي بوسط المدينة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات