جزائري مشتبه بالتورط في خطف الرهائن بليبيا

+ -

تتزايد شكوك محققين من دول غربية حول مشاركة مطلوب جزائري، يدعى “ع. بلكحل”، في اختطاف ثلاثة رعايا غربيين، إيطاليين اثنين وكندي، من مدينة غات جنوب غربي ليبيا قبل أسبوع.ويعمل محققون من إيطاليا بالتعاون مع جهات في ليبيا وفي الجزائر، منذ أيام، على جمع المعلومات حول الجهة التي نفذت العملية، وقد تبين أن الخاطفين كانوا مجموعة ملثمين يتكلمون العربية، أي من غير أبناء منطقة غات ذات الأغلبية الترڤية، وتتجه فرضيات تنفيذ الاختطاف إلى أربع جهات، الأولى هي جماعة الملثمين التابعة لمختار بلمختار الذي يعرف الجنوب الغربي لليبيا أكثر من غيره، وتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، فرع شمال مالي، أو تنظيم داعش فرع شمال مالي، وأخيرا جماعة مهربين مسلحة من تلك الجماعات التي تنشط في جنوب غرب ليبيا وتمارس السلب والنهب وحماية المهربين.ومن بين أبرز تلك الجماعات، مجموعة يقودها شخصان، ليبي وجزائري، وهي جماعة بلكحل التي نفذت عملية خريشبة الإرهابية لحساب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، قبل عدة أشهر، وبالرغم من أن بلكحل لا يتبع تنظيميا لتنظيم القاعدة، إلا أن تحقيقات الأمن الجزائري تشير إلى أنه يعمل لحسابه منذ مدة في عمليات تهريب أسلحة، ويحاول المحققون التواصل بشكل مباشر مع بلكحل من أجل منع وصول الرهائن إلى تنظيم جهادي متطرف كالقاعدة أو داعش. وقال مصدر أمني إن تحقيقا قام به عملاء مخابرات إيطاليون ومن ليبيا، يدفع إلى الاعتقاد أن مطلوبا جزائريا بتهم التهريب والإرهاب يكون قد شارك في عملية الاختطاف مع مسلحين ليبيين، ثم تسليم الرهائن لجماعة إرهابية.وكانت الحكومة الكندية أكدت، أول أمس، أنها أحيطت علما بخطف مواطن لها في ليبيا، وهي “تسعى بجد عبر كل القنوات المناسبة للحصول على مزيد من المعلومات”. ووصفت وزارة الخارجية الكندية عملية الخطف بأنها “مثيرة للقلق” لكنها رفضت الإفصاح عن المزيد من المعلومات. وقالت المتحدثة باسم الوزارة في رسالة بالبريد الإلكتروني “إن حكومة كندا لن تعلق أو تفصح عن أي معلومات من شأنها أن تعرض للخطر جهودها الجارية لتأمين الإفراج عن مواطنين كنديين أو تهدد سلامتهم”. وقال ڤوماني محمد صالح، عميد بلدية غات، إن ثلاثة من الذين يعملون في مشروع مطار اختطفوا على الطريق بين بلدتي غات وتهالا، على مقربة من الحدود مع الجزائر في وقت مبكر من يوم الإثنين. ولم تعرف على الفور الجهة المسؤولة عن عملية الخطف والظروف الحالية للمخطوفين.وينشط عدد كبير من الجماعات المسلحة في الصحراء الواسعة جنوبي ليبيا، بالإضافة إلى مسلحين على صلة بتنظيم القاعدة الذين يتواجدون منذ وقت طويل في المنطقة الحدودية بين ليبيا والجزائر.الشبهات بدأت تتراكم حول احتمال مشاركة المشتبه فيه الجزائري في العملية بسبب تواجده في موقع قريب من مكان حادثة الاختطاف، حيث تشير تقارير أمنية إلى أن “ع. بلكحل” يكون قد رصد في منطقة أوباري، غير بعيد عن مدينة غات، كما أنه قد يلجأ لتدبير الاختطاف للمساومة من أجل الاستفادة من عفو من السلطات الجزائرية التي تلاحقه، أو على الأقل العفو عن أفراد أسرته الموجودين في حالة فرار.وأشار مصدرنا إلى أن التحقيقات لا تعني الجزائر بالمطلق، لأن الحادثة وقعت في دولة أجنبية، إلا أن الجزائر مهتمة بالموضوع بسبب احتمال تورط تنظيم القاعدة المغاربي في العملية، مع ما ينجر عن ذلك من حصول التنظيم على أموال فدية مجددا. وقال مصدرنا إن المطلوب الجزائري الفار في ليبيا متهم بالمشاركة في عملية إرهابية، تمت قبل أشهر في حقل خريشبة للغاز جنوبي المنيعة، وقد صدرت في حقه أحكام قضائية غيابية ثقيلة، بالإضافة إلى أوامر ضبط وإحضار في حقه وفي حق أربعة من أفراد من أسرته.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات