"المناظرة أثبتت أن كلينتون شخصية دولة وأظهرت تناقضات ترامب"

38serv

+ -

كيف تقرؤون أول مناظرة بين المرشحين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب، والتي أعطت تفوقا واضحا من حيث ردود الفعل للمرشحة الديمقراطية؟❊ المناظرة الأولى ليست هي من يحدد مسار نتائج الانتخابات، لكنها ذات أهمية بالغة لأنها في النهاية ستعطي نفسا للحماة الانتخابية، وأهمية لكل مرشح، لأن كل مرشح في النهاية سيحاول أن يستنتج ما هي نقاط القوة ونقاط الضعف في المناظرة مع منافسه، ثم النقطة الأخرى أنها أثبتت تفوّق هيلاري كلينتون لأنها استطاعت أن تفرض أجندة الحوار، ظهرت للمشاهدين بأنها شخصية دولة، ولديها قدرة كبيرة واطلاع على الملفات السياسية، وأن هناك تناقضات كبيرة لدى المنافس الجمهوري دونالد ترامب.كانت مناظرة حامية الوطيس، كما كان منتظرا، نظرا للاشتباكات والمنافسة القوية بين المرشحين، ونظرا أيضا، وأعتقد أن هذه نقطة مهمة، لما تمر به الولايات المتحدة الأمريكية من ظروف، ومن مناخ سياسي وأمني واقتصادي مهم جدا، وأعتقد أن ذلك كان نقطة إيجابية لصالح هيلاري كلينتون، فحسب اعتقادي العمليات الإرهابية التي جرت في الولايات المتحدة الأمريكية كان يمكن لدونالد ترامب أن يستغلها للتفوق على كلينتون، إلا أن هذه الأخيرة أظهرت أن لها قدرة كبيرة للتحكم في مسار المناظرة.ما المغزى من لقاء كلا المرشحين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قبل المناظرة، حسب رأيك؟كان اللقاء مبرمجا منذ فترة، والقضية ليست في لقاء بنيامين نتانياهو، بل كيف يمكن الاستفادة من هذا اللقاء، فنتانياهو حرص على لقاء المرشحين وليس مرشحا واحدا فقط وهي نقطة تحسب له، واختار أيضا الزمن، كونه آخر شخصية أجنبية تلتقي بالمرشحين، وبالتالي هو فرض نفسه أصلا في المناظرة، فكون المرشح للرئاسيات الأمريكية دونالد ترامب يقول إنه “التقى ببنيامين نتانياهو، وأنه غاضب جدا وغير راض على الاتفاق مع طهران”، فالأمر جديد ولم نره في المناظرات السابقة، فهو استشهد برئيس أجنبي لتقوية موقفه أمام هيلاري كلينتون، وهذه الأخيرة واعية بهذا الموضوع، والتقت بنتانياهو، وهي لديها علاقات قوية به، لكنها لم تصل إلى هذه الدرجة من الاستعانة بلقاء بنيامين نتانياهو.نقطة أخرى كذلك، دائما في الاستفتاء وفي رأي المحللين في القنوات الإعلامية، نعلم جيدا مدى قوة الناخب اليهودي، وقوة الإعلام في الولايات المتحدة الأمريكية، ونتانياهو يتمتع بشعبية كبيرة لدى الأوساط اليهودية، ولا يمكن فصل الولايات المتحدة الأمريكية عن إسرائيل، وجزء من الأمن القومي الأمريكي مرتبط بالأمن الإسرائيلي، وبذلك يعتبر نتانياهو أحد رهانات السياسة الأمريكية الداخلية وليس فقط الخارجية.هل للرهانات الدولية الاقتصادية والسياسية تأثير في الانتخابات الأمريكية، مثل الإرهاب والنزاعات وقضايا تحرير الاقتصاد؟ أم أن الأولوية تبقى دائما للقضايا الداخلية؟الملفات الخارجية لا يمكن أن تربح مرشحا ما، لكن الملفات الخارجية يمكن أن تخسر شخصا ما، فالرئيس الأمريكي باراك أوباما نجح لأنه نبى حملته الانتخابية على ملف خارجي وهو عودة أبناء أمريكا من المستنقع الأفغاني والعراقي، من الصعب أن تنجح لأن لديك سياسة خارجية ناجحة، لكن إذا كانت لديك سياسة خارجية فاشلة فيمكن أن تساهم في فشلك.القضايا الداخلية قطعا هي المحدد الرئيسي في الانتخابات الأمريكية، لأن اهتمام المواطن الأمريكي بالسياسة الخارجية لأنه بذلك يهتم بالأمريكيين الموجودين في الخارج، صحيح الآن بعد العمليات الإرهابية وارتباط أمريكا بتنظيمات موجودة في منطقة الشرق الأوسط، ربما سيشكل هذا تحولا، لكن من الصعب جدا، التنبؤ ببدء تأثير عمليات مرتبطة بتنظيم “داعش” على الانتخابات الداخلية، لكن هناك منحنى تقريبا شبه دائم منذ الانتخابات بعد الحرب العالمية الثانية، وهو طغيان الملفات الداخلية على الملفات الخارجية.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات