"هولاند وساركوزي يرفضان الاعتراف بأن الحركى ضحايا الاستعمار"

+ -

 وصف الكاتب الصحفي الفرنسي، بيير دوم، مؤلف “الطابو الأخير.. الحركى الذين بقوا في الجزائر بعد الاستقلال”، مواقف وتصريحات الشخصيات السياسية الفرنسية، حول هذا الملف، بـ”مزايدات خالية من الأخلاق”.صرح دوم، لـ”الخبر”، على إثر اعتراف الرئيس فرانسوا هولاند بـ”تخلي فرنسا عن الحركى”، أن “هولاند وساركوزي وجوبي وفيون، وغيرهم من المرشحين للانتخابات الرئاسية التي ستجري في غضون 7 أشهر، تذكروا فجأة مسألة الحركى”. وتساءل: “ماذا فعل هؤلاء عندما كانوا في السلطة؟”، يقصد بالتحديد ألان جوبي رئيس بلدية بوردو حاليا، ورئيس وزراء ووزير خارجية سابقا، وفرانسوا فيون رئيس وزراء سابقا، ونيكولا ساركوزي رئيس جمهورية ووزير داخلية سابقا.وأوضح دوم بأن الحركى الذين جاءوا إلى فرنسا غداة استقلال الجزائر، “لقوا استقبالا مهينا، فقد تم جمعهم في محتشدات وسلبت منهم حريتهم. وخلال فترة 50 سنة تعرض الحركى الجزائريون، مثل بقية الرعايا المغاربيين، للتمييز العنصري وعانوا من ظاهرة الإسلاموفوبيا”. وبحسب إحصائيات الصحفي، فقد وصل إلى فرنسا 25 ألف حركي في فترة 1962-1963. وإذا تم احتساب زوجاتهم وأبنائهم، فالعدد يصل إلى 80 ألفا.وذكر الكاتب الصحفي أن حديث هولاند عن “تخلي فرنسا عن الحركى”، وتناول هذا الموضوع من طرف شخصيات من اليمين واليسار “دليل إضافي على أن الحركى مسألة تندرج في إطار المظالم التي ارتكبها الاستعمار، وتحولت بعدها إلى ميز عنصري وإسلاموفوبيا”. وأضاف: “الحركى هم أيضا ضحايا النظام الاستعماري، غير أن هولاند وساركوزي والآخرين لا يريدون الاعتراف بذلك. إنهم يرفضون الاعتراف بأن الاستعمار كان جريمة”. وكان هولاند صرح، أول أمس، بمناسبة “اليوم الوطني للحركى” أمام جمع من عائلاتهم، أن “الحكومات الفرنسية تتحمل مسؤولية التخلي عن الحركى، وفي تقتيل الذين بقوا في الجزائر، وظروف الإيواء غير الإنسانية بالنسبة لمن نقلوا إلى فرنسا”.وأمكن “الطابو الأخير” من زعزعة أفكار وقناعات كثيرة بخصوص ملف الحركى. فعلى خلاف ما كان معروفا، يذكر دوم في الكتاب الذي يعد باكورة تحقيق بالجزائر دام 3 سنوات، أن الحركى لم يتعرضوا لـ”تقتيل مكثف” بعد التوقيع على اتفاقيات إيفيان ووقف إطلاق النار في 19 مارس 1962.ويقول الكاتب في مؤلفه إن “الذين يحنون إلى جزائر فرنسية، يوظفون منذ 50 سنة الآلام التي عاشها الحركى في أيام الاستقلال، بزعمهم أن مجازر ارتكبت في حقهم، بل ويتحدثون عن إبادة الحركى. هؤلاء وتحت غطاء إنسانية مزيفة، يحاولون تبرير حروب متطرفي الجزائر فرنسية، وبخاصة منظمة الجيش السري”.وفي سياق ردود الفعل على تصريحات هولاند، نقلت الصحيفة الإلكترونية “ميدل إيست آي”، عن رئيس جمعية 8 ماي 1945 عبد الحميد سلاقجي، أن ما ذكره الرئيس الفرنسي “لا يعدو أن يكون مناورة انتخابوية”. وقالت جوليا فابيانو، متخصصة في الأنتروبولوجيا وباحثة بجامعة “آكس” بمرسيليا، إن “هولاند وفى فعلا بوعده الذي قطعه خلال حملة انتخابات 2012، بتكراره نفس العبارات”، تقصد أنه قال قبل 4 سنوات إن فرنسا تخلت عن الحركى، ورددها أول أمس. وذكرت الباحثة، صاحبة كتاب “الحركى والمغتربون الجزائريون”، أن “اعترافات هولاند هامة للغاية لدى الحركى، فقد ظلوا ينتظرون هذه الالتفاتة مدة 30 سنة على الأقل.. فهم يعتبرون أنفسهم ضحايا مجازر نتيجة تخلي فرنسا عنهم”.وكانت “جمعية الحركى وحقوق الإنسان” تساءلت، الخميس، بصفحتها في “فيس بوك”، إن كان الرئيس الفرنسي سيفي بوعده الذي أطلقه في 5 أفريل 2012، عندما ذكر بأنه سيعترف علنا بمسؤولية الحركى فيما جرى لهم بعد استقلال الجزائر. وتحدته أن يحضر بنفسه اليوم الوطني للحركى، وقد فعل فيما لم يشاركهم في إحياء هذه الذكرى منذ وصوله إلى قصر الإليزي.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات