38serv
دول “أوبك” تخسر حوالي 500 مليون دولار يوميا نتيجة أزمة النفط كشف وزير الطاقة نور الدين بوطرفة، أمس، أن أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك”مجبرة على اتخاذ قرار بشأن تحقيق توازن سوق البترول خلال اجتماع الجزائر، مشيرا إلى أن الوضعية الحالية المتأزمة تدفع المنتجين إلى الجلوس على الطاولةنفسها لتقديم الحلول المناسبة وتحقيق التوازن للسوق النفطية.استدل بوطرفة لتبرير هذا التصريح بالقول إن دول منظمة “أوبك” تخسر ما بين 300 إلى 500 مليون دولار في كل يوم نتيجة تراجع أسعار النفط إلى هذه المستويات المتدنية، وأشار إلى أن كل الدول المنتجة للطاقة في الوضعية نفسها رغم تباين قدرات مقاومتها وصمودها، وقال إن هذه الخسائر تنعكس مباشرة على البرامج المقررة في مجال البحث أو تجسيد المشاريع في مجال الطاقة، وعليه فإن المنتجين مطالبون بتعديل الوضعية دون تأخير.وذكر الوزير، خلال ندوة صحفية، أن العديد من الشركات المستثمرة في مجال الطاقة ستضطر للتوقف عن النشاط في حال بقاء أسعار المحروقات دون عتبة 50 دولارا، في إشارة إلى أن الأرباح لن تتمكن من تغطية التكاليف، ما يعرض هذه الشركات لخسائر كبيرة، وأورد في هذا الخصوص ما ذهبت إليه الشركة الفرنسية “توتال” حين كشفت عن عدم قدرتها على الاستمرار في الاستثمارات والنشاط عند نزول الأسعار إلى مستويات متدنية، فيما لم يذكر بوطرفة ما إذا كانت المشاريع المرتبطة بقطاع الطاقة في الجزائر مهددة بتقلبات سوق النفط، رغم أنه أكد أن البرنامج المسطر من قبل سوناطراك يسير دون إشكال وبوتيرة عادية.وخلال تطرقه إلى السعر المناسب لضمان استعادة الاقتصاد الوطني عافيته، قال وزير الطاقة إن الجزائر بحاجة إلى سعر برميل يتراوح من 50 إلى 60 دولارا لتطوير الصناعات البترولية والعمل على تحسين أداء نشاط المحروقات، وهو ما يدل بمعنى المخالفة على أن “استقرار” سعر النفط في مستوى أقل من 50 دولارا يؤثر سلبا على نشاط قطاع المحروقات في الجزائر.واعترف نور الدين بوطرفة بأن السوق يعاني من اختلال واضح بين العرض والطلب بسبب تخمة المعروض، ما يفرض على الدول المنتجة لاسيما أعضاء “أوبك” ضرورة الاتفاق على طريقة تحقيق نوع من “الندرة” لدفع الأسعار إلى الارتفاع مجددا، وقال إن الخيارات المطروحة تتمثل في تجميد الإنتاج أو تقليصه، وستحدد حسب مجريات المناقشات بين الدول المشاركة، وإن كان الوزير قد أبدى تفاؤلا بالخروج بقرار إيجابي.وشدد المتحدث على أن كون اجتماع “أوبك” غير الرسمي لا يعني أنّ قراراته فاقدة للمصداقية، وأوضح أن القانون الداخلي يمنح للأمين العام للمنظمة الحق في تحويل اللقاء إلى اجتماع غير عادي لـ”أوبك” (بعد استشارة الأعضاء) في حال الاتفاق على قرار هام وفاصل.ومن ناحية مقابلة، أشار المسؤول الأول عن قطاع الطاقة إلى دور كبار المنتجين وعلى رأسهم روسيا، المملكة العربية السعودية، وقطر وإيران، وذكر أن الجميع مقتنع وموافق على ضرورة تحقيق توازن السوق، في انتظار الاتفاق على “التقنية” المناسبة بين التجميد وتخفيض الإنتاج وتقرير الأجندة التي توفر أكبر قدر من الإجماع. وقال بوطرفة إن دور الجزائر في هذا المجال جوهري بالنظر إلى وضعيتها كمسهلة وجامعة بين مواقف جميع الدول المنتجة.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات