+ -

لم يبد أنصار شبيبة القبائل تفاعلا مع إعلان رئيس الفريق محند الشريف حناشي ما وصفه بـ“استقالته النهائية من عالم كرة القدم” وهذا غداة التعثر الجديد أمام شباب باتنة مساء أول أمس، ولا أحد صدقه في ظل قناعة ترسخت لدى هؤلاء بأن عميد رؤساء الأندية في الجزائر لن يتخلى عن منصبه تحت أي ظرف كان. وفيا لعاداته، لم يجد حناشي صعوبة في اصطناع الأعذار لتبرير سوء النتائج التي تلازم فريقه، لكنه وسع دائرة المتهمين، حسبه، من ثلاثي التحكيم إلى الرابطة والفاف التي تسعى، حسبه، لـ«تحطيم” فريقه بشتى الوسائل، ليختبأ وراء ذلك ويتنصل من مسؤولية ابتعاد لقب البطولة عن خزائن الفريق منذ 8 سنوات واكتفائه بكأس للجزائر طيلة هذه الفترة.يأتي هذا في وقت تفيد مصادر مقربة من النادي بأن الاستقالة “الوهمية” لحناشي كانت لدافعين اثنين، الأول محاولة جديدة من أجل دفع السلطات العمومية لمساعدته ماليا، بعد المشاكل المادية التي صادفته مطلع هذا الموسم، بعد قرار ممول الفريق الأول متعامل الهاتف “أوريدو” تخفيض مساهمته المالية بشكل كبير وفي ظل غياب تجسيد الوعود المقدمة من طرف شركة سوناطراك لتمويل “الكناري”، وهو ما يقابله انسحاب “إجباري” لعديد الممولين والشخصيات التي كانت تدعم الشبيبة سابقا في صورة المسير السابق يزيد ياريشان الذي اضطر للرحيل بعد أن طالته انتقادات الرئيس.أما الدافع الثاني وراء الاستقالة “الوهمية” فهي محاولة لدفع مدرب الفريق كمال مواسة لتقديم استقالته بعد أن عجز، حسب قناعة الرئيس، في الارتقاء بمستوى الفريق الفني، بدليل النتيجة المتواضعة والأداء الهزيل دون أن نغفل الشكاوى التي رفعها بعض اللاعبين في ظل إصرار المدرب المتوج بكأس الكاف 2001 الدائم على رفع نسق التدريبات، حيث تمتد حصصه التدريبية إلى 3 ساعات دون الحديث عن إصراره أيضا على القيام بدور المحضر البدني، الأمر الذي أرهق اللاعبين بدنيا وحتى نفسيا. ويدفع الفريق الأكثر تتويجا في الجزائر صاحب النجوم الإفريقية ثمن الفوضى والارتجال في التسيير، عكسه فشل التربصات التحضيرية الصيفية، حيث اكتفى رفقاء عسلة بمواجهة فرق البطالين الأفارقة ونواد غير مصنفة في تونس، ليأتي ما حدث مع المدافع الأسبق نور الدين دريوش فصلا جديدا في مهازل إدارة حناشي التي استنجدت به كمساعد لمواسة دون رغبة هذا الأخير، لتقرر إقالته بعد فترة قياسية بعد أن اكتشفت أنه يتقاضى راتبا مرتفعا (40 مليون سنتيم) دون أن يكون جديرا به.وفي ظل الفوضى وحالة الغضب لدى الأنصار، يعود اسم المدرب عز الدين أيت جودي ليتداول كخليفة مرتقب لمواسة بتزكية من روابط الأنصار عبر شبكة التواصل الاجتماعي،  ليلعب دور المنقذ الذي يحبذه المدرب الحالي لمولودية وجدة، والذي لن يجد حرجا في وضع يده مجددا في يد حناشي رغم كل الذي حدث بينهما سابقا، تماشيا مع شعار “المصلحة الشخصية قبل كل شيء”.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات