بدأت الرئاسيات الأمريكية تدخل منعرجا حاسما، في وقت تشير آخر استطلاعات للرأي إلى تعادل بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب وزعيمة الديمقراطي هيلاري كلينتون. إلا أن السمة الغالبة حاليا على السباق نحو البيت الأبيض؛ هي العنف والتوتر العرقي الذي تعرفه الولايات المتحدة في عدة مناطق، وهو ما أضحى هاجسا حقيقيا يفرض نفسه على المرشحين.بقدر ما كانت قضايا الرعاية الصحية والتأمين من بين أولويات الناخب الأمريكي، أضحى العنف والتوتر العرقي يطغيان بصورة كبيرة على المشهد، خاصة بعد تسجيل مقتل أكثر من 1200 أمريكي ما بين 2015 و2016، جراء إطلاق نار من قبل الشرطة، وجزء كبير منهم من السود الأمريكيين.ورغم إعلان الشرطة الأمريكية إلقاء القبض على المسلح، الذي قام بقتل 5 أشخاص بمركز تجاري بولاية واشنطن، إلا أن تصاعد حدة العنف يبقى عاملا يقلق الناخب الأمريكي بمختلف مشاربه وتوجهاته السياسية، ويلاحظ أن المواطن الأمريكى أصبح يرفض العولمة، ويرفض ما يزعمه السياسيون من التزام بحق الولايات المتحدة في تصدير مثلها ومبادئها إلى العالم، سواء عبر الحروب أو عبر وسائل لينة، ويتوق بالمقابل إلى العودة مرة أخرى إلى سياسة العزلة والاهتمام بأموره، أكثر من الاهتمام بأوضاع العالم، مع تعدد المشاكل التي تواجه المجتمع الأمريكي، وصدمات الحروب التي قادتها الولايات المتحدة في فترة الجمهوريين، لاسيما مع بوش الابن في أفغانستان والعراق، التي تركت آثارا كبيرة على نفسية المواطنين الأمريكيين .ومع اقتراب موعد الحسم، بدأت عمليات الاصطفاف الانتخابي، فقد كشفت صحف أمريكية مثل “لوس أنجلس تايمز” و”نيويورك تايمز”، وأيضا “واشنطن بوست”، عن ميولاتهم الديمقراطية مع مساندة هيلاري كلينتون، معتبرين بأن الغريم دونالد ترامب لا يقدم شيئا ملموسا، بل وصف بأنه أسوأ المترشحين في تاريخ الولايات المتحدة المعاصرة.ويبقى تأثير مواقف الصحف على الناخب متواضعا، بدليل حملة هذه الصحف الفاشلة ضد دونالد ترامب، هذا الأخير استفاد من دعم رجال أعمال وساسة، بما فيهم أحد أبرز المترشحين الجمهوريين تاد كروز .ومن المرتقب أن تتواصل حملة المترشحين مع استثمار مسائل جوهرية وأوعية انتخابية، مثل اللقاءات المبرمجة للمرشحين للوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالنظر إلى وزن اللوبي اليهودي “إيباك” وروافده، علما بأن نتنياهو قام في 2012 بعد سوء العلاقات مع باراك أوباما بدعم المرشح الجمهوري ميت رومني، إلا أن توجهات الموعد الانتخابي الجديد تميل إلى فرضية التوازن بين المرشحين المتنافسين .ومع تصاعد حدة النقاش حول الحالة الصحية لكلا المترشحين، طرح خبراء أمريكيون فرضية لأول مرة، قبول الناخب الأمريكي فكرة ظهور الحزب الثالث، نتيجة تصاعد عدم الرضا عن مرشحي الرئاسة هذا العام.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات