+ -

غادر 196 مصاب في حادث اصطدام قطارين في محطة النقل بالسكك الحديدية ببودواو، أول أمس، والذي خلّف وفاة شخص، المصحات والعيادات، ولم تبق في مخيّلتهم سوى مشاهد الصراخ والبكاء و الزجاج المتطاير على المسافرين، في حين  لا يزال القطاران في المحطة ومحاولات إزالة أثار الحادث مستمرة.في الوقت الذي كان مدير الصحة لولاية بومرداس، حداد فاتح، يحدّث” الخبر” عبر الهاتف، كانت الصحفية حنان سالمي إحدى ضحايا اصطدام القطارين تطوف في مكان الحادث تنقل تصريحات المسؤولين.تقول الصحفية “كانت الساعة تشير إلى الرابعة ودقيقتين عندما سمعنا صوت ارتطام العربات التي بدأت في التمايل و الزجاج يتطاير، ظننت أن القطار سينقلب بنا، لينطلق الصراخ والعويل في  العربة الأخيرة،  كون قطار الضاحية يتكون من 3 عربات”.تقول حنان التي كانت تسترجع مشاهد وهول الحادث “الاصطدام حدث مباشرة بعد انطلاق القطار الذي كان متّجها إلى ثنية، وفي تلك اللحظات كان قطار قادم من بومرداس، لحسن حظنا أن القطار الذي تعرّض إلى الحادث مال إلى جانب الرصيف، فلو مال إلى الجهة الأخرى لحدث اصطدام آخر ولكانت الحصيلة ستكون جد ثقيلة”.المسافرون أول من تكفّل بإخراجنامباشرة بعد سماع صوت الارتطام ومن شدته، اقتلعت بعض الكراسي من مواقعها، في حين أن الزجاج المتطاير أصاب عددا من المسافرين، لم أعي ما أفعل ولا ما يحدث، وبعد أن توقّف القطار شرع المسافرون الذين نزلوا من القطار في محطة بودواو في إنقادنا، في حين هرع آخرون بكسر الأبواب والنوافذ للخروج، وفو ر خروجي من القطار، أول ما لمحته صور المسافرين ملطخين بالدماء، صراخ وبكاء وحالة من الرعب والخوف تملكت الجميع، وما هي إلا لحظات حتى تدخلت مصالح الحماية المدنية التي وجدت صعوبة في إجلاء الضحايا بسبب الأعداد الغفيرة من المواطنين التي همّت لإنقاذ وإسعاف المصابين.930 مسافر في قطار الضاحية و45 مسافرا على متن القطار السريعقالت رئيسة مصلحة الزبائن بالمديرية العامة للنقل بالسكك الحديدية، سارة بوسماح، إن عدد الزبائن الذين كانوا على متن القطار الذي كان متجها إلى الثنية يقدّربـ 930 مسافر، في حين أن عدد المسافرين الذين كانوا  على متن  القطار السريع بلغ 45 مسافرا، في حين أشارت الشاهدة أنه ولحسن الحظ، أن الحادث وقع يوم العطلة الأسبوعية، حيث يقلّ عدد المسافرين، باعتبار، تضيف حنان، أن القطار ينطلق من العاصمة في حدود الساعة 15و8 دقائق من محطة آغا والقطار السريع المتجّه إلى محطة سطيف ينطلق من العاصمة في حدود الساعة 15 و33 دقيقة، كما أن فارق الزمن ونجاة سائق القطار السريع تطرح أكثر من سؤال حسب مسؤول في قطاع النقل بالسكك الحديدية. العامل البشري وراء الحادث   كشف مصدر مسؤول من مديرية النقل بالسكك الحديدية رفض الكشف عن هويته، أن التحقيق في الحادث يجب أن يأخذ مجراه ويجب معاقبة المتورطين إن ثبت أن سبب الحادث كان خطأ بشريا، يضيف، كيف يعقل أن  يكون سائق القطار السريع لم يشاهد الإشارة الضوئية وكيف للمديرية أن لا تعتمد على الوسائل التكنولوجية لمعرفة مواقع القطارات. وكشف في هذا السياق أن السائقين يتواصلون بينهم وبين المحطات عن طريق الهاتف، وبدورنا طالبنا بفتح تحقيق مع الجهات التي أبرمت صفقة اقتناء هذه القطارات، وطالب المسؤول من الوصاية تعويض المسافرين المصابين وعدم النأي بنفسها من المسؤولية.مليونا دينار خسائر يوم واحد من توقّف النقل بالسكك الحديديةقالت رئيسة مصلحة  الزبائن، إن خسائر توقّف النقل بالسكك الحديدية للمسافرين والبضائع بلغ مليوني دينار، في حين كشف المدير الجهوي للنقل بالسكك الحديدية بالجزائر، أن عمليات رفع القطارات متواصلة.وقالت المتحدثة في هذا السياق، إن عملية رفع القطارات انطلقت مباشرة بعد إجلاء الضحايا. ووقفت “الخبر” على العملية ولاحظت تأخرا كبيرا في عملية  الرفع، حيث لم يتم جلب الرافعة بالرغم من أن الساعة كانت تشير إلى منتصف النهار.وأضاف المسؤول في هذا السياق، أنه مباشرة بعد قطع التيار الكهربائي، شرع في جر القطار الذي كان في المقدمة إلى قورصو ومن قورصو إلى الرويبة، حيث أن قاطرتين في قطار الضاحية بقيت سليمة، في حين جزئين من القطار السريع بقيت سليمة تم تحويلها إلى الورشات ببلوزداد. ويشار أنه إذا بقيت وتيرة رفع القطارات على نفس الحالة، فإن عودة حركة النقل ستستمر إلى ثلاثة أيام، وفي حالة تم الإسراع في العملية، فإن العودة ستكون اليوم.                           

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات