عهدة أوباما.. أكبر حالات تجاوزات الشرطة ضد السود الأمريكيين

38serv

+ -

عرفت العهدة الثانية لأول رئيس من السود الأمريكيين، باراك أوباما، أعلى مستويات القتل المرتكبة من قبل الشرطة بحق السود الأمريكيين، ما ساهم في إحداث صدامات عديدة ومظاهرات مرفوقة بتصاعد في حدة الكراهية لهذه الشريحة، التي تمثل إحدى أهم مكونات المجتمع الأمريكي. وقد شهدت بلدية شارلوت في ولاية كارولينا الشمالية، شرق الولايات المتحدة، اضطرابات وصدامات على خلفية مقتل أحد المواطنين من السود كيث لاموت سكوت على يد الشرطة، هذه الأخيرة التي اشتبهت في كونه من اللصوص، بينما تبيّن من التحقيقات أن المعني لم يكن مسلحا.

تسبّب الحادث مجددا في ارتفاع حدة الاحتقان في أوساط السود الأمريكيين، الذين اعتبروا أن تعدد مثل هذه الحوادث التي تمس السود بكثرة، تعكس تنامي ظاهرة العنصرية مجددا، بعد أن لاحت في الأفق بوادر أمل لديهم من أن تزول مظاهر الصدام داخل المجتمع الأمريكي، خاصة بعد اعتلاء أول رئيس من السود الأمريكيين سدة الحكم والرئاسة، كمظهر من مظاهر التغيّر الكبير الذي طرأ على المجتمع الأمريكي.وتأتي مثل هذه الأحداث في ظرف يتسم باحتدام الصراع على الرئاسيات الأمريكية، بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، مع تقدم ممثلة الديمقراطيين هيلاري كلينتون على غريمها دونالد ترامب، إلا أن من شأن مثل هذه الأحداث أن تساهم في ردود فعل سلبية لدى السود الأمريكيين، الذين عادة ما يجدون أنفسهم أقرب إلى الديمقراطيين من الجمهوريين، في توجهات الناخب الأمريكي.ومن المفارقات، أن تسجل عهدة الرئيس باراك أوباما أعلى نسب الاعتداءات للشرطة الأمريكية في حق السود، وهو ما أبرز مخاوف من وجود توجهات ترمي إلى تقويض بعض المكاسب المحصلة على المستويين السياسي والاجتماعي لهذه الشريحة، التي أضحت تمثل قوة نامية، لا سيما بعد أن أضحى العديد من السود الأمريكيين يقتحمون دوائر المال والأعمال والسياسة بقوة.ويتضح أن إدارة أوباما تشعر بالحرج إزاء توالي مثل هذه الأحداث، فبعد مقتل أحد الرعايا السود في جويلية 2016 بولاية مينيزوتا، خرج الرئيس باراك أوباما بتصريح شديد اللهجة، معبرا عن قلقه إزاء الأمر، حيث أكد أن قتل الشرطة للسود أضحى يمثل مشكلا خطيرا في الولايات المتحدة.وقد كشفت الاحصائيات في الولايات المتحدة، عن مقتل 566 من الرعايا الأمريكيين على يد الشرطة، ومعظمهم من السود ما بين جانفي وجويلية من السنة الجارية، وهو ما يشكل مصدر قلق بالغ، وكانت لوس أنجلس من أهم المناطق التي شهدت مقتل الرعايا الأمريكيين على يد الشرطة، ويكمن مصدر القلق في وزن السود في المجتمع الأمريكي، حيث أنهم يمثلون حاليا 13 في المائة من إجمالي السكان، ولكنهم يمثلون أيضا 26 في المائة من ضحايا الحوادث الناتجة عن الشرطة، ونفس الأمر ينطبق على سنة 2015، أين سجلت 704 ضحية على يد الشرطة الأمريكية. يذكر أن الشرطي الأسود برينتلي فينسون، المسؤول عن مقتل سكوت أوقف عن العمل، وكان على رأس فريق من الشرطيين مكلفين بتوقيف أحد المشتبهين بهم، إلا أن كيث لاموت سكوت لم يكن الشخص الذي يجري البحث عنه، إلا أنه كان متواجد في سيارة في مرآب المبنى، وبحوزته سلاح ناري، كما قالت الشرطة، إلا أن أقرباءه أكدوا أنه لم يكن يحمل إلا كتابا بيده.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات