الغرب يريد أن تكون ليبيا بؤرة تهديد للأمن القومي الجزائري والمصري

+ -

أشاد المستشار القانوني السابق للجيش الليبي رمزي الرميح بتحركات القوات الموالية للفريق خليفة حفتر، ونجاحها في السيطرة على منطقة الهلال النفطي التي غيرت حسبه موازين القوى وجعلته القوة الأكثر نفوذا في ليبيا، وكشف بأن أعداد تنظيم داعش بليبيا لا تتجاوز 1500 داعشي متمركزين في نواحي طرابلس، وأعلن في لقائه مع “الخبر” أن 22 مليون قطعة سلاح منتشرة في الأراضي الليبية، بما يكفي تسليح 7 دول إفريقية، كما فتح النار على حكومة السراج التي وصفها بأنها “حكومة وصايا”، وطالب باستفتاء الشعب الليبي عليها تحت مراقبة دولية وأممية، وثمَّن الرميح قيام الجزائر بنشر وحداتها لتأمين حدودها مع ليبيا، وقال إن الغرب يريد أن تكون ليبيا بؤرة لتهديد الأمن القومي الجزائري والمصري.نجاح القوات الموالية للفريق خليفة حفتر غير موازين القوى في الأزمة الليبية، في اعتقادكم كيف ستكون تداعيات هذه العملية؟ هذه عملية عسكرية أمنية شعبية كانت استثنائية وتُدرس في أكبر الأكاديميات العسكرية في العالم، وقد فاجأت الخارج قبل الداخل، وكانت عملية مباغتة جدا تمت في غضون ساعات، على مستوى منطقة مفتوحة وشاسعة للسيطرة على الارتكاز النفطي في ليبيا 4 حقول وموانئ نفطية و8 مناطق استيرايتيجة، بإعداد غير مسبوق، وحكمة القوات المسلحة الليبية بقيادة حفتر، ونحن نفتخر بهذا، وقد راهنا في ليبيا على حفتر منذ مقتل الفريق عبدالفتاح يونس في شهر جويلية 2011، وقد نجحت قوات حفتر يوم عرفة الميمون وهو اختيار موفق وغير عادي، دون أن ننسى حكمة شيوخ القبائل الباشا الصالح، الذي وجه له حفتر رسالة شكر وتقدير، حيث قام الأكثرية في ميليشيات الحرس النفطي بتسليم الأسلحة واجتنبوا المواجهة، إلا قلة قليلة تحالفت مع ميليشيات إرهابية والقاعدة، ولا ننسى أيضا جهود رجال القوات المسلحة الليبية من النظام السابق أبناء المؤسسة العسكرية من ضباط منضبطين، وهذه مهمة الجيوش عبر التاريخ، وسيطرة قوات الفريق حفتر على الهلال النفطي غيرت الموازين، وجعلت مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لمناقشة الأمر ومحاولة إصدار قرار إدانة للقوات المسلحة الليبية، وتحديدا بريطانيا وأمريكا، لولا وقوف مصر وروسيا اللتين أوقفتا قرار الإدانة والمعارضة، وجلس المبعوث الأممي مارتن كوبلر مع رئيس البرلمان عقيلة صالح بالقاهرة، وكان صالح شديد اللهجة معه، وأعطاه بعض التوجيهات، وأكد له عدم اعتراف البرلمان إلا بما تم التوقيع عليه في الصخيرات والمسودة الرابعة، ما يعني تعيين رئيس ونائبين، وقال له إن الليبيين أحرقوا صورك في المظاهرات، وطالبه باحترام مهمته ومنحه مهلة 48 ساعة لعرض المطالب على بان كي مون، لأن المجلس الرئاسي في ليبيا ضعيف للأسف ومنشق على نفسه، وحكومة الوفاق لن تحصل على ثقة البرلمان ولا الشعب الذي خرج الأسبوع الماضي في مظاهرات عارمة بمناسبة الذكرى السنوية لوفاة عمر المختار، وسيطرة القوات المسلحة على الحقول النفطية، وتنديدا بالتدخل الخارجي وعودة الاحتلال إلى ليبيا، وأؤكد بأن الليبين لن يقبلوا بحكومة وصايا على ليبيا، بريطانيا وقعت في خطأ فادح وأوباما اعترف بأن الدخول في ليبيا مجازفة كبيرة جدا، والأولى الآن أن يعترف الليبيون أنفسهم بأن ما حدث مؤامرة، ومن لا يعترف بأن فبراير مؤامرة فهو جزء منها، ولن نعترف سوى بثورة الكرامة التي انطلقت في 15 ماي 2014، والآن نحن الأقوياء على الأرض، وسنشرع في ترتيب البيت الليبي وتشكيل حكومة مؤقتة يديرها القائد الأعلى من 3 أشخاص، عقيلة صالح، وفايز السراج من الغرب ونائبيه القطراني وموسى الكوني من الجنوب، على أن تشرف هذه الحكومة المكونة من 9 أشخاص، 3 من حكومة عبدالله الثني و3 من حكومة الغويل و3 مما تبقى من المجلس الرئاسي، على انتخابات رئاسية وبرلمانية لنبدأ فتح صفحة جديدة في ليبيا.في الفترة الماضية ترددت أنباء عن زيارات حفتر المتلاحقة للقاهرة. في اعتقادك ماسبب التكتم على هذه الزيارة؟ وهل لها علاقة بالتطورات الأخيرة في ليبيا؟ كل ما قيل عن هذه الزيارة غير المعلنة أنها جاءت في إطار مهمة عمل وتنسيق أمني، ولكن إلى هذه اللحظة لم نسمع تصريحا رسميا لا من الرئاسة المصرية ولا وزارة الدفاع المصرية أو رئاسة الوزراء أو الجهات المسؤولة أو الفريق خليفة حفتر. وعلى المستوى الشخصي كمسشتار سابق للقوات المسلحة الليبية، أستهجن الأمر وأستنكره إن كان صحيحا، من باب غيرتي على دولتي والقوات المسلحة الليبية، فحفتر رجل معروف ومكلف من مجلس النواب بقيادة القوات المسلحة، وأتساءل إذا أتى حفتر فعلا في زيارة سرية أو غير معلنة.. لماذا ذهب إلى الأردن واستقبله الملك عبد الله؟ وإلى الإمارات واستقبله الشيخ بن زايد، وفي باكستان استقبله رئيس الوزراء الباكستاني، والدولة المصرية استقبلت الثني ورئيس الأركان الناظوري، وهو وفق الترتيب العسكري بعد حفتر، أعتقد أنه لا وجود لأي مبرر، وإذا كان الطرفان يريدان إحاطة الزيارة بالسرية، فكان لا بد من إعطاء تعليمات للصحافة ومطار القاهرة بعدم تسريب الخبر.أفهم أنك تشكك أنه أتى إلى القاهرة؟ لقد كنت من أوائل من دعا حفتر بعد تعيينه قائدا عاما لزيارة مصر، وطالبته بأن تكون أول زيارة ميدانية له القاهرة، لأن مصر هي صمام الأمان بالنسبة لنا، والفريق حفتر يعي مكانة مصر وقوة القوات المسلحة المصرية، وقد شارك كقائد ليبي في حرب أكتوبر 1973، وتسلم درع سيناء من المشير أحمد إسماعيل علي، مبعوث من الرئيس الراحل أنور السادات شخصيا.في حال التأكد من زيارته للقاهرة، في توقعك ما الذي يريده حفتر؟ وهل الزيارة لها علاقة بما ترتب عنه اتفاق صخيرات؟ إذا تم التأكد، مع تحفظي الشديد على طريقة الاستقبال، فلن يطلب حفتر من القاهرة إلا أمورا محددة، الدعم اللوجسيتي ودعم القرارات الصادرة عن مجلس النواب، عدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي وفي السيادة الليبية، خاصة أن مصر الآن عضو غير دائم بمجلس الأمن، ولاحظنا وسمعنا كيف أن مصر غيرت في البيان الذي كان سيصدر لإدانة الانقلاب في تركيا، وكانت دقيقة في المصطلح ولم تقبل بجملة الحكومة الشرعية المنتخبة، وحفتر يعي هذا الأمر، إضافة إلى دعم الشرعية في ليبيا ومحاربة الإرهاب إقليميا ودوليا. الأمر الثاني: المساهمة والمساعدة في تأهيل الضباط الليبيين وضباط الجيش من صف وجنود، ومحاولة رفع الحظر عن السلاح الليبي وفتح قنوات اتصال مع الدول التي تستطيع مساعدة ليبيا بطريقة غير مباشرة، يعني دعم عسكري أكثر منه سياسي، لأن حفتر قال أنا الآن في حرب مع الإرهاب ولا أتكلم في السياسة، وقال جملة مشهورة: إذا رأيت أن الساسة سيضيعون ليبيا فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي. وهذه جملة نارية لكل من تسول له نفسه اللعب بليبيا.لكن لو قارنا الوضع على الأرض، نلاحظ أن قوات “البنيان المرصوص” حررت سرت من داعش، وهو ما لم يتمكن منه حفتر في بنغازي طوال سنة ونصف، كيف ذلك؟ لأن حكومة السراج حكومة وصاية مثلها مثل حكومة أحمد جلبي وحرازاي وأي حكومة تنصب من الخارج، السراج لم يأت بانتخابات شرعية، ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح صرح بأنه قدم قائمة من 12 اسما لم يكن من بينهم السراج، وأن الجهات الخارجية دفعت به وليس له علاقة بالليبيين، ودعمت قطر وتركيا وإيطاليا السراج للحفاظ على مصالحها، وتم اعتماد المجلس الرئاسي من الاتحاد الإفريقي ومجلس الجامعة العربية، وكل هذه الأمور لا تعني الشعب الليبي، نحن نريد أحد أبناء ليبيا أيا كانت انتماءاته، المهم أن يحظى بإجماع ولو نسبي. أما السراج فهو وفق ما هو موجود وصاية، والغرب يريد أن يثبت للعالم أن اختيار السراج في محله، وأنه قام بعمل جبار فتم دعمه دعما لامحدودا وبأسلحة نوعية وبجنود فوق وتحت الأرض، حتى بعدما حرروا سرت لم ينتصروا عسكريا لأن الخسائر كبيرة جدا في صفوف ميليشيات مصراتة، ومصراتة سوف تنتفض لأنها لن تقبل بأن تضحي أكثر من هذا، السراج في مأزق كبير جدا، دخل حربا غير متوازنة وتورط في سرت، ولن ينجيه من هذه الورطة إلا تدخل القوات المسلحة الليبية بحنكتها العسكرية وحنكة أبنائها في حرب العصابات، أما خليفة حفتر لم يأته الدعم وعليه حظر تصدير سلاح، وهناك فتن داخلية وخارجية، ومحارب داخليا وخارجيا، والبنيان المرصوص والسراج مدعومون خارجيا وقلة قليلة داخليا، فليس هناك إذاً وجه للمقارنة، ومع هذا يحاول حفتر بسط نفوذه على كامل إقليم برقة البالغ مساحته 800 ألف كيلومتر مربع، وهو ما يوازي مساحة مصر تقريبا، ولدينا تشكيلات عسكرية في الغرب والجنوب.لكن ما يعطل عملية تحرير بنغازي بالكامل أمران: الأول أن هذه الجماعات الإرهابية تحصنت بالمدنيين في بنغازي التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 800 ألف نسمة، الأمر الثاني موضوع الألغام، إذ تم تلغيم وتفخيخ أغلب المنازل، وخليفة حفتر لا يريد نصرا عسكريا بقدر ما يريد الحفاظ على هذه الأرواح، ونحن لسنا في حرب شريفة وعدو ظاهر، نحن في حرب مع عدو نجس يفخخ المنازل وألعاب الأطفال ويتحصن بالمدنيين ليقتل الأطفال الأبرياء، العملية كبيرة والمهمة عسيرة في ظل عدم وجود دعم لوجيستي وأسلحة نزع الألغام.لكن وجود مؤسستين عسكريتين (البنيان المرصوص والكرامة) سيؤزم الوضع في ليبيا أكثر.. هذا يدل على غباء السراج السياسي، ولو يضع يده في يد حفتر لحقق نصرين، نصر في بنغازي وآخر بسرت، ويستطيع أن يصحح خطأ الوصاية الخارجية الذي وقع فيه، وسوف يتغاضى الليبيون عن الوصاية الخارجية ويقولون إن السراج أثبت ولو جزءا قليلا من الوطنية، هو لم يستمع لنصيحة الجنرالات في الجيش الليبي، وبدأ في سرت ووقع في ورطة البنيان المرصوص، وهذه القوات لا تُعتبر جيشا وإنما ميليشيات مرتزقة ومارينز أمريكي، في حين أن جيش حفتر وطني حقيقي شرعي، ومن المفترض على كل الليبيين أن يصطفوا لتحرير ليبيا من داعش، وتأجيل كل الخصومات السياسية ووضع دستور جديد لليبيا المخطوفة من إرهابيين قتلى، نريد تحرير هذه البلاد، بعدها نحضر لانتخابات واستفتاء، الآن كيف نريد أن تستقر ليبيا وفيها 3 أمور: عناصر إرهابية إجرامية مرتزقة من الخارج، 22 مليون قطعة سلاح، 2 مليون ليبي مهاجر ونازح، كل هذه العقبات تقف أمام استقرار وتقدم ليبيا، ولن ترى ليبيا النور إن بقيت هذه العقبات.في نفس الوقت يتحرك السراج عربيا ودوليا في محاولة للضغط على برلمان طبرق من أجل نيل الثقة، ألا تعقتد أن حكومة الوفاق أصبحت أمرا واقعا في ليبيا؟ حكومة السراج ليست حكومة توافق وطني، وإنما حكومة توافق دولي ونفاق وطني، هذه الحكومة أقالت 4 وزراء، بينهم وزير العدل لأنه طالب السراج بالتوجه إلى طبرق ليحصل على الشرعية. الأمر الثاني لافروف وكثيرون من رؤساء وزراء العالم أكدوا أنهم لا يستطيعوا دعم هذه الحكومة إلا إذا أخذوا الشرعية من البرلمان، والبرلمان يصر على ضرورة الاعتراف بشرعية مجلس النواب وأنه هو الجسم الشرعي الوحيد في ليبيا، وهذا يرفضه العماري ومعيتيق، والاعتراف بالقيادة العامة للجيش ومن يريد أن ينضوي تحت الشرعية، وهم يرفضون هذا الأمر، وإلغاء المادة الثامنة.وهل تتوقع أن مجلس النواب سيرضخ لمطالب الغرب في ظل كل هذه الضغوطات؟لن يرضخ، ولو رضخ لحدث ذلك منذ أشهر، وإلى الآن هو متمسك برأيه لأن وراءه دعما شعبيا وعسكريا، ومجلس النواب يدرك جيدا أنه إذا وافق على هذا الأمر فسيتم إسقاطه هو أيضا، حتى الكتلتان الداعمتان للسراج لم تستطيعا إلى الآن تمرير قرار منح الثقة. الآن هناك مستجدات وحديث يكاد يكون صحيحا، وهو الاتجاه نحو تشكيل مجلس رئاسي برئاسة محمد الشعيب النائب الثاني في مجلس النواب وعضو لجنة الحوار، ونائبين فقط، ويتم اختيار وزراء بعناية، وهناك جهود دولية ومحلية تسعى لذلك، إذ ترى أن السراج لم يحقِّق أي إنجاز، حتى دخوله إلى طرابلس تم خفية عن طريق البحر، وواجهته مظاهرات أثناء توجهه إلى المجلس الرئاسي، ويجب على العالم أن يدرك أن هناك رفضا شعبيا، وكما احترم العالم إرادة الشعب البريطاني عندما تم استفتاؤه على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، يجب احترام إرادة الشعب الليبي، وأنا أتحدى العالم بأن يقوم باستفتاء نزيه في ليبيا على حكومة السراج تحت مراقبة دولية من الأمم المتحدة والجامعة العربية، وإذا كانت نسبة الاستفتاء 50 +1 سوف أؤيد هذه الحكومة، وأعتقد أنه حل عادل.لكن الأنباء التي ترد من ليبيا تؤكد نجاح السراج في تطهير سرت من داعش.. السراج يسخدم فكرة الكذب السياسي لطمأنة الشعب الليبي ليحفظ ما بقي من ماء وجهه، وأدعوه لأن ينسحب بشرف، وأن يقول إن هذه المهمة أسندت لي ولم أتمكن من إنجازها، وسأتركها لمن يقودها باقتدار عن طريق شخص ليبي يكون مستفتى عليه شعبيا، أعتقد أن استمرارية السراج مستبعدة لأنه جسم وُلد ميتا ومشوها.لو تحدثنا بلغة الأرقام.. كم تبلغ نسبة المناطق التي يسيطر عليها داعش؟ هناك لعبة استخباراتية خبيثة جدا تريد فرضها الصحف الأمريكية والبريطانية، وتريد أن توهم العالم بأن هناك عناصر إرهابية كبيرة في سرت تترواح بين 3 و6 آلاف، وهم في الحقيقة ثلة قليلة جدا لا تصل إلى هذا العدد، وذلك حتى يوهموا العالم بأن السراج قاوم أكثر من 3 آلاف داعشي، صحيح هناك مرتزقة أجانب وإرهابيون، لكن العدد لن يصل إلى ذلك، وهناك أرقام مبالغ فيها بالنسبة لطرابلس، وداعش موجود في نطاق ضيق جدا في سبراتة وسرت ودرنة، لكن الخطر ليس هنا، الخطر في طرابلس لأنها مطوقة بالكامل بعناصر إجرامية مرتزقة من الخارج، يجب على العالم أن يعي بأن طرابلس بأكثر من مليون و200 ألف نسمة مطوقة بالكامل، ربما حتى بغاز السيرين القاتل، وأكثر مدينة مهددة بجرائم حقيقية هي طرابلس، وأتحدى السراج أن يفكر في إخراج ميليشيات الحاج وخالد الشريفي من طرابلس، لأنه يحتمي تحت هذه الميليشيات، ولهذا السبب قال عقيلة صالح إنه لن يقبل بحكومة ميليشيات، لدينا في ليبيا جيش وشرطة، وإذا أرادت هذه الميليشيات أن تنضوي تحت لوائها فليكن، لكنهم يرفضون ذلك، وأؤكد بأن عناصر داعش لا تتجاوز بالإجمال ألف أو 1500، وأغلبهم متمركزون في نواحي طرابلس يطوقونها، عددهم قليل لكنهم مدعومون لوجيستيا من أمريكا التي صنعت القاعدة وداعش، وأقنعت العالم كذبا بتشكيل تحالف لضرب داعش في سوريا دون نتائج، ويكفي أن الدب الروسي خلال شهر أخرج داعش من سوريا، وذهبوا إلى تركيا وقطر ومنها إلى ليبيا.وما الحل في اعتقادك للحد من استمرار تمدد داعش؟ لا مناص من توحيد القيادتين العسكرية والسياسية وتوحيد الأولويات في ليبيا، والدخول في مرحلة انتقالية لمدة سنة على الأكثر لتحرير ليبيا من الإرهاب، ونزع 22 مليون قطعة سلاح، وهو السلاح الذي يكفي لتسليح 7 دول إفريقية، وعودة المهجرين والنازحين، حتى يعم الأمن والأمان البلاد، بعدها نحضِّر لانتخابات برعاية أممية أو دولية أو إقليمية، حتى يستطيع الشعب الليبي أن ينتخب رئيسا مباشرا ودستورا ويُستفتى على نظام الحكم، أما الآن فثلث الشعب الليبي مهجر، والإرهاب يقوم بترويع وخطف المواطنين، وقيادة سياسية وعسكرية متفرقة، ولن ترى ليبيا النور في ظل هذه الانقسامات السياسية والعسكرية، وفي ظل وجود السلاح ما بين خفيف وثقيل، وصل الأمر لوجود دبابات أمام المنازل.لكن البعض لخص حل الأزمة في ليبيا باستبعاد حفتر، ما قولك؟ لأنهم يرونه عائقا أمام قيام الدولة وأمام تنفيذ الأجندة والمصالح الخاصة بهم، العالم الغربي لا ينظر إلا لمصالحه ولا يريد استقرار ليبيا ولا يهمه الليبيون، كل ما يهمه أن ليبيا في نظره منجم ذهب وألماس وغاز ونفط وذهب أزرق، هم يريدون استغلال هذه الثورات الطبيعية واستغلال وجود ليبيا على المتوسط، ويريدون تهديد الأمن القومي للجزائر ومصر.. لدينا 800 كيلومتر مع الجزائر و1150 مع مصر، الغرب يريد أن تكون ليبيا بؤرة تهديد للأمن القومي الجزائري والمصري، وهذه حقيقة يجب أن تعيها السلطات في الجزائر ومصر، ليبيا سوف تكون طابورا خامسا وحصان طروادة لتهديد الأمن القومي الجزائري والمصري، الغرب لم يستطع إسقاط الجزائر، وفشل الربيع العربي في الجزائر ويريدون إسقاطها بطريقة غير مباشرة.وما الذي تنتظرونه من الجزائر؟ نحن نريد توحيد الجهود نحو دعم الشرعية في ليبيا ودعم القوات المسلحة الليبية ودعم قرار رفع السلاح عن الجيش الليبي، والمساهمة والمساعدة في صقل بعض ضباط الصف الليبيين، نحن في حالة حرب، حتى لو اضطر الأمر بطريقة غير مباشرة أن يساعدونا بالتعاون مع بعض الدول لتوريد السلاح، وأنا أحذِّر مصر والجزائر من أن السلاح الموجود في ليبيا إذا وصل إلى الأراضي الجزائرية أو المصرية، فسوف تكون كارثة، وهناك معلومات تفيد بأن طائرة الهيلكوبتر التي أسقطت في سيناء منذ سنيتن أسقطت بصاروخ سام7 أتى من الحدود الليبية، في نفس الوقت أثمِّن وأشكر قيام الجيش الجزائري بنشر 40 ألف جندي على امتداد حدوده مع ليبيا، وهذه أول مرة يقدم فيها الجيش الجزائري وترتيبه 27 عالميا على هذه الخطوة، لأن لديه أجهزة استخبارات أكدت له بأن الوضع في ليبيا مأساوي جدا، بما يستوجب تأمين الحدود، ونحن نشكره أنه أمن الحدود بشكل فردي مع ليبيا، والجانب المصري أيضا، وهم يدركون أننا في ليبيا لا نستطيع القيام بذلك، وأخذوا المهمة كاملة على عاتقهم، ونشكر الجزائر ومصر لرفضهما التدخل العسكري في ليبيا، لأنهما تعلمان جيدا بأن التدخل العسكري في ليبيا لن يأتي إلا بالوباء عليهما، والحل الأنسب هو دعم القوات المسلحة في ليبيا، لأنها الأدرى بتضاريس البلاد وصحرائها، نحن لا نريد قوات عربية مشتركة، نحن نريد دعما لوجيستيا فقط، إلا إذا تطلب الأمر وطلبت القوات الشرعية في ليبيا دعما جويا، لكن يجب أن يتم بالتنسيق مع القيادة العامة.في الفترة الماضية طالبت بعض الأصوات في ليبيا بمحاكمة حفتر لاتهامه بجرائم فساد، ماردك؟ ليبيا دولة بلا قانون ولا قضاء، إذا كانت هناك جهات تريد محاكمة حفتر فلتقدم ما لديها من أدلة تؤكد ذلك، وعندما تقوم دولة القانون فلتتفضل وتحاكمه.وما سبب توجه حفتر إلى روسيا حسبكم؟ هل لذلك علاقة بتخلي حلفائه الغربيين عن مساعدته؟ حفتر لم يعلن أن لديه حلفاء، لكنه قال إنه يعتمد على مصر والسعوية والأردن والإمارات، ولم يتكلم عن حلفاء غربيين، مع العلم أن لديه تواصلا مع الفرنسيين، وأتوقع أنه توجه إلى روسيا بعد نصيحة من مصر، والدعوة التي وُجهت من روسيا إلى حفتر بقيت 4 أشهر، ولم يذهب إلا بعدما أقنعه الجانب المصري، ونحن لم نذهب إلى روسيا سواء الثني أو حفتر لنطلب سلاح، طالبناهم بتفعيل اتفاقيات عسكرية مشتركة بين نظام القذافي وروسيا، ولدينا عقود تسليح بأكثر من 5 ملايير دولار دفعتها الحكومة الليبية “كاش”، نريد حقنا في هذا السلاح الذي تم دفعه قبل صدور قرار الحظر. من حق الدولة الليبية أن تناقش روسيا كيف يصل هذا السلاح الشرعي إلى أيادي الجيش الليبي، وربما يصل بطريقة غير مباشرة، لأننا لن ننتظر رفع حظر التسليح، وهذه الإشكالية القائمة مع الجانب الروسي. 

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات