فعلا سلطة الضبط تحتاج إلى ضبط! لأن ما قاله رئيسها بخصوص مسألة الضجة التي أثيرت حول قضية الأخطاء في الكتب المدرسية والتي وصفها بن حمادي بأنها عمل غير مقبول مهنيا من طرف القنوات التي تريد ضبط أدائها سلطة الضبط.بكل أخوة أقول للزميل بن حمادي، وهو الإعلامي المشهود له في هذا المجال: الوزيرة بن غبريت هي التي أثارت حولها هذا الغبار الذي أصبح يحجب الرؤيا الإعلامية الصحيحة للأمور! أليست الوزيرة هي التي جعلت من كلمة قالتها معلمة في قسم دراسي مسألة وطنية لأنها لم تضبط لسانها عند الحديث عن الحادثة ! وهذا معناه أن الوزيرة هي التي في حاجة إلى تدخل سلطة الضبط لضبط لسانها وليس القنوات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعي..وأزيدك من الهم غما أن الوزيرة هي التي كبّرت مسألة الخطأ الوارد في الكتاب المدرسي الذي أثيرت حوله الضجة! ألم تقل الوزيرة نفسها في أول رد فعل لها عن الحادثة “إنها كارثة”! أنت إذا تلاحظ أن الوزيرة التي لا تفرّق بين الكارثة التربوية وبين الخطأ في خريطة مدرسية، هذه الوزيرة هي التي يحتاج لسانها إلى ضبط وليس القنوات والصحف التي نقلت تصريحاتها غير المسؤولة !2- كان الأجدر بسلطة الضبط (المهنية) أن تدعو أمثال بن غبريط إلى الاهتمام بعملية ضبط ألسنة الوزراء عند التصريح للرأي العام، ولا تدعو سلطة الضبط وسائل الإعلام إلى التغطية عما يقوله الوزراء! وكأن الزميل بن حمادي ما يزال في عهد الحزب الواحد حين كنا كإعلاميين نتحمل المسؤولية ونصحح أخطاء الوزراء، لأننا كنا نعمل في صحافة يقال عنها صحافة مسؤولة وليست حرة! أما الذي لا يحتمل قوله هو ما قالته الوزيرة (غير المسؤولة عما تقول) ! وتتهم مع سلطة الضبط الصحافة والقنوات بعدم المسؤولية... فقد قالت الوزيرة إن مدير مؤسسة الفنون المطبعية هو المسؤول عن الخطأ ! فمتى كان الطابع مسؤولا عن محتوى ما يطبع في مطبعته؟! فلو كان الأمر كذلك فلماذا يُحضر الطابع رخصة الطبع من الجهات المعنية بالنشر مع محتوى مطبوعاته؟!هل يعقل أن محتوى الكتاب يحدده طابع لا علاقة له بوزارة التربية وينتمي لوزارة أخرى.. أليس هذا ما يحتاج إلى ضبط لسان الوزيرة في تصريحاتها وليس ضبط ما تقوله القنوات على لسان الوزيرة غير المضبوط ! أنصح الزميل بن حمادي بأن يقدم خبرته الإعلامية الكبيرة في تقديم الاستشارة الإعلامية لمثل هؤلاء الوزراء الذين يهرفون بما لا يعرفون إعلاميا.. لأن تحسين صورة الوزير الإعلامية تتم بما يقوله عن قطاعه.. ولا تتحسن بتسليط سلطة الضبط على ما ينشره الإعلام على لسان هؤلاء الوزراء... الإعلام فعلا في هملة إعلامية... ومتاعب الحكومة بعضها سببه سوء التحكم في التعامل مع الرأي العام والإعلام.فحذار من تحول سلطة الضبط إلى “شامبيط” جديد[email protected]
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات