+ -

حذّرت تقارير أمنية، صادرة بداية شهر سبتمبر الجاري، من قيام بعض شبكات التزوير وعصابات الإجرام في الوسط الحضري، باستغلال الأطفال المتمدرسين بالطور الابتدائي، للقيام بعمليات ترويج العملة الوطنية وبعض العملات الأجنبية المزورة، وأضحت جمعيات أولياء التلاميذ والأسر مطالبة برفع درجة اليقظة لتحسيس المتمدرسين بالتعامل بحذر تفاديا للسقوط في عمليات الترويج التي سيتدرّجون إليها بشكل منظم.أفادت مصادر أمنية مسؤولة لـ”الخبر”، بأن مصالح الأمن أعدّت تقارير مفصّلة حول ظاهرة استدراج ودفع الأطفال القصّر من طرف مجرمين محترفين أو وسطاء لديهم، من أجل القيام بترويج الأوراق النقدية المزوّرة لإبعاد الشبهة عن مصدر تلك العملات.وحول التفاصيل التي يسلكها مروجو الأوراق المزوّرة، كشفت مصادرنا بأن الناشطين في عمليات طبع ونسخ الأوراق المغشوشة بالولايات الكبرى، يستهدفون المحيط المدرسي على وجه الخصوص، فيقومون بانتقاء التلاميذ المتمدرسين في الطور الابتدائي وخاصة الأقسام الأولى والثانية والثالثة، ويدفعونهم إلى تبييض الأوراق المزوّرة من فئات 500 و1000 و2000 دينار. وتفيد التقارير الأمنية، أن رؤساء العصابات احترفوا في الفترة الأخيرة جرائم استدراج البراءة لأفعال خطيرة، خصوصا ذوي الملامح الدالة على الفقر والحاجة، حيث يقوم وسطاء مشبوهون بالانفراد بالطفل المستهدف من خلال سلسلة من الإغراءات، ثم يوهمونه بطلب تقديم خدمة تتمثل في شراء بعض اللوازم الخفيفة بحجة افتقاده للقطع النقدية ذات القيمة الصغيرة  “الصرف”، حيث يستجيب الأطفال لطلبات هؤلاء  ويسارعون بحسن نية إلى الأكشاك وبعض محلات البقالة، حاملين معهم دون قصد أوراقا مزوّرة، فمنهم من ينجح في تمريرها على التجار وأصحاب الأكشاك ويعود حاملا معه مقتنيات مصحوبة بقطع نقدية سليمة  يسلّمها للشخص الذي أرسله مقابل هدايا أو مرطبات نظير “الخدمة” التي قدّمها الطفل للعصابة، ومنهم من يقع تحت طائل المساءلة من التجار الضحايا الذين يتفطنون لطبيعة تلك الأوراق، غير أنهم يفاجأون بغياب  صاحبها الذي يترك الطفل في مواجهة التاجر، علما أن صاحب تلك الأوراق لا يفتر في متابعة تحركات الطفل متابعة دقيقة عن بعد.ففي الموسمين الماضيين، حسب ذات المصادر، أصبحت عصابات الإجرام المنظّم تستهدف عشرات الأطفال ببعض المدن للقيام بالفعل ذاته وفي قطاعات حضرية مختلفة، مما يسمح لهم بنشر مئات الأوراق النقدية المزورة في اليوم الواحد وبعدها يغيّرون مناطق النشاط. وقد تم معالجة قضايا خلال الموسم الدراسي 2015/2016 بولايات البليدة والجزائر العاصمة وسطيف وعنابة ووهران، خصوصا المقاطعات الإدارية الكبرى للعاصمة، والتي تمت بناء على شكاوى بعض المستشارين النفسانيين وبعض مديري المؤسسات التعليمية ووسطاء اجتماعيين.وتلقت المصالح الولائية للشرطة القضائية وفرق الدرك الوطني وكافة مكاتب الاستعلامات الحضرية، تعليمات صارمة من أجل تكثيف عنصر الاستعلام والتنسيق مع التجار والشركاء في الميدان وجمعيات أولياء التلاميذ وحتى العاملين في مجال حراسة وتأمين المؤسسات التربوية والترفيهية والثقافية، قصد ضبط تلك الممارسات التي صنّفتها قيادة الجهاز  في خانة الاستغلال الإجرامي للبراءة، خصوصا وأنها لا تقتصر على الموسم الدراسي، بل تم رصدها على مستوى الولايات الساحلية وخاصة على ضفاف الشواطئ الكبرى ذات النشاط التجاري الكبير في فصل الصيف، حيث سبق لعناصر الأمن تلقي شكاوى عديدة من أصحاب الطاولات وبعض محلات الأكل الخفيف والحلويات تتعلق بتوريط أطفال صغار في دسّ الأوراق النقدية ممزوجة مع عملات سليمة أثناء المبادلات التجارية الخفيفة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات