شيء مؤسف هذا العراك “السياسي” الذي يجري داخل حمس باسم المعارضة والموالاة، والمعارضة والموالاة براء من هذا الصراع..! والأكثر أسفا في هذا هو ادعاء كل طرف من الأطراف المتصارعة أنه يمثل الخط الأصيل للمرحوم نحناح، ويعتبر نفسه هو الخط الأصيل وغيره الانحراف.أبو جرة سلطاني يعتبر نفسه الوريث الشرعي لخط نحناح المبني على المشاركة، وهو في الحقيقة يمارس التضليل السياسي للحمسيين... لأن سلطاني مرتبط ببوتفليقة ورجال بوتفليقة وليس بمبدأ المشاركة الذي يدعيه بأنه خط نحناح. فالرئيس بوتفليقة لديه مستمسكات على أبي جرة تجعله خاتما في أصبعه وليس حليفا سياسيا له.أبو جرة لعب لعبة قذرة مع الرئيس بوتفليقة عندما ضلله (DRS) بملفات فساد قال عنها إنها ملفات خطيرة... وأطلق بناء عليها حكاية “فساد قف”، فما كان من الرئيس بوتفليقة سوى أنه سحب أبا جرة من أذنه إلى مكتبه في الرئاسة، وكشف له من زوده بهذه الملفات، وهو يشغل منصب وزير دولة! فما كان من صاحب ملفات الفساد إلا أن خرج للرأي العام وقال: إنه سوى هذه الملفات الفسادية مع جهات عليا، وتخلى أبو جرة نهائيا عن فكرة “فساد قف”!أكثر من هذا همس بوتفليقة في أذن من زود أبا جرة بهذه الملفات بأن يستمع إلى أبي جرة على محضر أمني وهو وزير دولة.! وكان هذا أول درس تلقاه أبو جرة من بوتفليقة. المسألة الأخرى هي أن وزير الدولة أبا جرة سمح لحرمه بأن تستخدم جواز السفر الدبلوماسي كزوجة وزير دولة في رحلتها من تركيا إلى غزة لفك الحصار عن غزة.. وقد رقص الإسرائيليون فرحا عندما اكتشفوا أن حاملة الجواز الدبلوماسي الجزائري هي زوجة وزير دولة في الحكومة الجزائرية! وهم يعرفون حساسية الجزائر وبوتفليقة تحديدا لمثل هذه الأمور.. خاصة أنه عاش كوزير خارجية حكاية نزول أمين عام الرئاسة في عهد بومدين خطأ في مطار البلد بتل أبيب. لذلك سارع الإسرائيليون إلى إبلاغ الفرنسيين بحكاية زوجة الموظف السامي وزير الدولة هذا، واغتاظ الرئيس بوتفليقة آنذاك من الحكاية... وتحركت فيه النخوة فكلم الرئيس الفرنسي في مؤتمر مجموعة الثمانية الذي كان منعقدا في إيطاليا لإطلاق سراح المعنية... وهو الذي حصل... ولكن وزير الدولة أبا جرة هو الآخر هزته النخوة فأراد الذهاب إلى عمان على متن الطائرة الخاصة التي بعث بها الرئيس بوتفليقة لإحضار الجزائريين الذين شاركوا في الرحلة ومنهم زوجة أبي جرة... ولكن الرئيس أمر ضابط الأمن بمنع أبي جرة من الذهاب في هذه الرحلة لفداحة استعمال الجواز الدبلوماسي فيما لا يصون شرف الجزائر!الآن.. أبو جرة يريد استعمال حمس لإرضاء بوتفليقة، وقد أرسل رسائل التوبة، ولكن الرئيس لم يرد عليها حتى الآن، لأن بوتفليقة يعرف حقيقة هذه التوبة السلطانية؟!وحتى مقري هو الآخر أرسل رسائل توبة للرئاسة، ولكن لم يتم الرد عليها. ومن هنا، فإن أبا جرة ومقري هما في النهاية وجهان لعملة واحدة.. فقد باع مقري هو الآخر المعارضة بالتودد إلى الرئاسة في أكثر من مناسبة.. والرئاسة تعرف بأن العراك بين الخصمين هو عراك انتهازي والولاء للرئيس مجرد غطاء.وأنا أزعم أنني أعرف حمس والحمسيين قدر معرفتي بالأفلانيين.. فهذان الحزبان تمزقهما الصراعات الانتهازية التي تجري باسم الخط السياسي أحيانا والولاء للرئيس والنظام في أحيان أخرى.
مقال مؤرشف
هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.
تسجيل الدخول باقة الاشتراكات