راييفاتس يملك عدة خيارات لترويض" الأسود الجموحة"

+ -

يستفيد المدرب الجديد للمنتخب الوطني من معطيات إيجابية كثيرة تضمن أفضل استعداد لـ”الخضر” لموعد مواجهة منافس قوي اسمه منتخب الكامرون، لتدشين تصفيات كأس العالم 2018 بانتصار بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة يوم 9 أكتوبر المقبل. ورث ميلوفان راييفاتس منتخبا مفعما بالثقة ووقف المدرب الصربي على ذلك في أول اختبار له مع “الخضر”، حين حضر “استعراضا” كرويا في “بروفة” ناجحة سبقت موعدا كرويا أكثر أهمية للمنتخب وللمدرب، مقارنة بمباراة منتخب ليزوتو، وقدمت مؤشرات قوية لراييفاتس، بعد السداسية في ختام تصفيات كأس أمم إفريقيا 2017، على أن المنتخب المونديالي الذي يشرف عليه يملك اليوم لاعبين من أعلى مستوى يملكون كل المؤهلات لترويض “الأسود الجموحة”، وتعبيد طريق المشاركة في خامس مونديال (الثالث على التوالي) رغم المنتخبات القوية التي تشكل مجموعة “الخضر”.وعلى خلاف وضع المدربين السابقين للمنتخب الوطني وهاجس الإصابات في صفوف اللاعبين الذي أجبرهم، في كل مرة، على التأقلم مع كل وضع جديد، بل البحث أحيانا عن خيارات جديدة لم تكن مطروحة، مثلما كان عليه الحال في عهد رابح سعدان، فإن المعطيات الراهنة جعلت المدرب الجديد لـ«الخضر” يتخلص من أهم مشكل يمكن أن يخلط حسابات أي ناخب أو مدرب، كون نسبة الإصابات تراجعت بشكل لافت للانتباه، ولم يعد الحديث يقتصر اليوم سوى عن لاعب واحد أو اثنين، في صورة المدافع المحوري هشام بلقروي الذي سيغيب عن موعد الكامرون بسبب الإصابة.الغياب الاضطراري لمدافع محوري، ولو أنه “ضربة موجعة” لمنتخب نقطة ضعفه تكمن، منذ رحيل سعدان عنه، في خط دفاعه، إلا أن ذلك لا يجعل ميلوفان راييفاتس تحت ضغط كبير ولن يرهن، بأي شكل من الأشكال، حظوظ المنتخب الوطني أمام منتخب كامروني أكثر قوة من ليزوتو، فالتعداد الحالي للمنتخب الجزائري يملك خيارات وبدائل كثيرة للمدرب الوطني من أجل إشراك أفضل ثنائي في المحور.وإلى جانب كارل مجاني، الذي تتم الاستعانة به في مباريات كثيرة في المحور، رغم أنه يقدم أداء أفضل في الاسترجاع، فإن راييفاتس قادر على توظيف رامي بن سبعيني، مدافع نادي رين الفرنسي، أو الياسين بن طيبة كادامورو، مدافع سيرفيت جنيف السويسري، كون كل واحد منهما يملك المواصفات المطلوبة لشغل المنصب، فيما يمكن المدرب الوطني الاعتماد على “قوة” و«خبرة” خريجي المدرسة الجزائرية، ونعني بهما السعيد بلكالام المتعاقد مع نادي أورليون الفرنسي أو رفيق حليش، وهما لاعبان شكلا محور دفاع “الخضر” في المونديال البرازيلي ويمكنهما “إنقاذ” المنتخب، ولو مؤقتا، خلال تصفيات المونديال، بينما يقدم عيسى ماندي، بدوره، حلولا في المحور، وهو الذي ينشط عادة كظهير أيمن.لاعبون أساسيون في أقوى البطولاتوبعدما اجتاز المنتخب الوطني عهد ضم لاعبين يشيد الإعلام الجزائري بمشاركتهم لخمس دقائق وبتقديم كرات حاسمة نادرة، ارتقى هذا المنتخب في أقل من عشر سنوات، ورشحه تطوره ونتائجه الإيجابية “من العدم” تقريبا، من ضمان تدريجيا جيل جديد من “اللاعبين المطلوبين والمتألقين” سواء على الصعيد الأوروبي أو القاري أو الإقليمي، وكان لما أعقب “ملحة أم درمان” تأثير مباشر على “القفزة النوعية” للمنتخب الجزائري الذي “فرض”، بقوة إرادته، على النوادي الأوروبية، الاعتراف بإمكاناته، وتحول بذلك اللاعب الجزائري إلى “بضاعة” مطلوبة في سوق تحويلات اللاعبين في أوروبا، كونه شارك بامتياز في مونديالين متتاليين، وخطف الأضواء حين أسال العرق البارد لبطل العالم منتخب ألمانيا في دورة البرازيل.وإذا كان المدرب السابق لـ«الخضر” كريستيان غوركوف فشل في الاستثمار في المنتخب المونديالي وعجز عن الارتقاء بمنتخب مونديالي يضم نجوما بارزة إلى أعلى من المستوى الذي بلغه معه، فإن المؤشرات الجديدة للمنتخب، في طبعة ميلوفان راييفاتس، تفرض على المدرب الصربي جعل المنتخب يتبوأ مكانة أفضل قاريا ودوليا، كون التعداد الحالي يضم لاعبين تحولوا إلى نجوم نواديهم الأوروبية في أقوى بطولاتها، في صورة إسلام سليماني ورياض محرز مع ليستر سيتي الإنجليزي، أو فوزي غلام أحد الركائز الأساسية لنادي نابولي الإيطالي، أو نبيل بن طالب الذي انتزع مكانة أساسية منذ التحاقه بنادي شالك 04 الألماني، أو رشيد غزال المتألق مع نادي ليون الفرنسي. وإلى جانب هؤلاء، فإن بقية اللاعبين يلعبون بانتظام مع نواديهم ويصنعون الفارق أحيانا، في صورة رياض بودبوز لاعب مونبيليي الفرنسي، أو رامي بن سبعيني مدافع رين الفرنسي، أو حتى سفير تايدر لاعب نادي بولونيا الإيطالي، فيما انتقل سفيان فغولي كنجم إلى ويست هام الإنجليزي، في الوقت الذي يحرص ياسين براهيمي على التألق من جديد بعدما بقي مضطرا في نادي بورتو البرتغالي.ولا يختلف حال عيسى ماندي أو الياسين بن طيبة كادامورو أو السعيد بلكالام أو كارل مجاني عن بقية اللاعبين، فهم يشاركون مع نواديهم، في الوقت الذي بقي العربي هلال سوداني مصنفا نجما فوق العادة لنادي دينامو زغرب الكرواتي، في حين كسب المهاجم إسحاق بلفوضيل بمغادرته البطولة الإماراتية نحو نادي ستاندار دو لياج البلجيكي، نقاطا من أجل العودة إلى المنتخب، مثلما حدث مع المدافع كادامورو، فيما لن يؤثر تراجع مستوى مهدي زفان وياسين بن زية ومشكل الأخير مع مدربه أنتونيتي، من باب أن الخيارات كثيرة أمام راييفاتس لتجاوز أي مشكل مطروح.ويصنع الحارس رايس مبولحي، بالمقابل، الاستثناء الوحيد، فهو الرقم واحد لحراسة مرمى المنتخب الوطني منذ عدة سنوات، غير أنه حارس غير محظوظ مع النوادي، كون مبولحي يضطر بين موسم وآخر للبحث عن فريق جديد لعدم بروزه بما يتناسب مع نجوميته في المنتخب، غير أن هذا الوضع الاستثنائي لا ينقص من قيمة مبولحي، كونه أثبت بما لا يدع مجالا للشك بأنه أحسن الحراس الجزائريين في الوقت الحالي، حتى وإن كان حارسا دون فريق.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات