+ -

أثارت ظاهرة تعفن لحوم أضاحي العيد موجة غضب واسعة بين المواطنين الذين سارعوا، في الأيام التي تلت العيد، إلى مختلف المذابح في عدة نقاط من الوطن بحثا عن بياطرة للاستفسار عن مدى صلاحية هذه اللحوم والخطر الذي تشكله على صحتهم نتيجة استهلاكها، وهل الأمر يتعلق بمرض أصاب الأغنام؟   “الخبر” زارت، أمس، مذبح “رويسو” بالجزائر العاصمة، الذي استقبل هو الآخر عشرات الشكاوى من المواطنين الذين رموا أضاحيهم المتعفنة في المزابل، حسب ما أكده لنا جميع من يعمل داخل المذبح.أعلاف الدواجن لتسمين الخرفانكشف الذباح “نور الدين. م” عن استقباله عشرات الأضاحي المتعفنة في الأيام الأولى التي تلت يوم النحر، والسبب، حسبه، لا يكمن في مرض أصاب الأغنام وإنما أرجعه إلى الأعلاف التي تناولتها الخرفان خلال الشهرين الأخيرين اللذين سبقا موعد العيد.يقول محدثنا: “بعض المربين يستعملون أعلاف الدواجن لإطعام الأغنام، ما من شأنه تسمين الخروف بشكل ملفت في ظرف وجيز لا يتعدى الشهرين”، وتابع “هذه الأعلاف المخصصة للدواجن عبارة عن خليط من المواد المركزة على غرار الذرة والفيتامينات والأملاح المعدنية.. يأكلها الخروف حتى ينتفخ بالشحم وتصبح رائحته كريهة حتى قبل نحره”.  وذكر المتحدث نفسه أن مزابل المذبح امتلأت بهذا النوع من الأضاحي التي أتى بها أصحابها للاستفسار عن مصدر تعفنها، قائلا: “الكثير من المواطنين رموا أضاحيهم واقتنوا أخرى جديدة من المذبح في ثالث أيام العيد، خضعت لمراقبة البيطري”.سموم قادمة من المغربمن جهته، أوضح صديقه الذباح محمد الذي يشتغل منذ أكثر من عقدين، قائلا: “صحيح أن الكثير من الكباش أصيبت لحومها بالتعفن بعد يوم من نحرها، والسبب يرجع لنوعية الكباش التي تربى على الشريط الحدودي الغربي للوطن في ولاية تلمسان، بيد أن نوعية العلف الذي تستهلكه غني بالأدوية والبروتينات والمواد المركزة، وحتى بعض الحبوب المهربة من المملكة المغربية”، مضيفا: “هذه الأغنام تميزها عن باقي الأغنام من خلال لون صوفها الأحمر، وبروز بطونها المنتفخة جراء تناولها كميات كبيرة من المياه عندما كانت خرفانا صغيرة، ناهيك عن الرائحة الكريهة التي تنبعث منها الشبيهة برائحة الدواجن”.أضاح في المزابلوعن مواصفات أخرى تميز هذه الخرفان عن باقيها، أوضح السيد محمد، هو الآخر ذباح مخضرم بـ”رويسو”، أنه “أثناء ذبحها تنبعث من بطنها رائحة كريهة جدا، ملفتا إلى الخطر الكبير الذي تشكله على صحة مستهلكيها”. وواصل: “علف الدواجن يشكل خطرا كبيرا على صحة الخروف بما في ذلك صحة الدواجن التي تسمن في ظرف قياسي لا يتعدى الشهرين”، مشيرا إلى أن العلف غني بالأملاح المعدنية، ما يدفع بالخروف إلى الإكثار من شرب الماء للتغلب على العطش وبالتالي ينفجر بالسمنة”.  وأكد أغلب عمال المذبح لـ”الخبر” أن عشرات المواطنين قصدوا المذبح في الأيام التي تلت العيد، وتخلصوا من أضاحيهم في المزابل بعد أن تغير لونها إلى الأزرق والأخضر وامتلأت بيوتهم بروائح الجيفة الكريهة.

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات