+ -

“جياحة” سياسية وثقافية واقتصادية ضربت الشعب الجزائري وضربت حكومة الجزائر وضربت نخب هذا البلد، فأصبح الجميع يغرق في الرداءة حتى “القطوشة”.هل يعقل أن ما تعيشه البلاد من فساد سياسي وهوان اقتصادي ورداءة في الأداء الحكومي والبرلماني لا يثير النقاش الحاد بين الجزائريين قدر ما يثير النقاش حول جملة معلمة محجبة في مدرسة أو ورود اسم إسرائيل على خريطة كتاب مدرسي؟إسرائيل يهين جيشها كل العرب في حروب عدة! وحكومة الجزائر التي هي عضو في الجامعة العربية التي اعترفت بإسرائيل في بيروت وبحضور رئيس الجزائر! هذا الاعتراف لا يثير الشعب الجزائري ضد إسرائيل ويثيره فقط وجود اسم إسرائيل في خريطة بكتاب مدرسي جزائري! هل إسرائيل الموجودة في الوقع العربي كقوة إقليمية ولها سفارات في عديد الدول العربية يمكن أن تزال من الوجود عندما يزال اسمها من كتاب مدرسي في الجزائر؟! أي بؤس هذا الذي وصل إليه الأداء الإعلامي والسياسي والحكومي والشعبي لهذا البلد المسكين؟!البلد يغرق في سوء التسيير السياسي الناجم عن فراغ السلطة في أكثر المؤسسات الدستورية حيوية.. وهذا لا يثير الرأي العام ويثيره فقط وجود خطأ في كتاب مدرسي، فيتحول الأمر إلى كارثة وفتنة؟!الحكومة الجزائرية والسلطة والرئاسة لا شك أنهم سعداء بهذا الهزال الناجم عن اهتمام الرأي العام بمسألة المعلمة ومسألة الخطأ في الكتاب المدرسي وإبقاء النقاش حول مسألة بن غبريت وخطئها في عقاب المعلمة وخطئها الآخر في الكتاب المدرسي، ويمتد الاهتمام إلى الحديث عن الذي أتى ببن غبريت إلى الوزارة أو الحديث عن سوء إدارة الحكم وممارسة التزوير في تكوين مؤسسات الدولة الدستورية وممارسة الجهوية والزبائنية في تعيين المسؤولين على جميع المستويات.البلاد تعيش “المضحكة العالمية” على مستوى نوعية قيادتها في المؤسسات الدستورية الحيوية ونخبها، وإعلامها يناقش الأخطاء المطبعية في الكتب المدرسية؟! مصيبة البلاد ليست في رداءة حكامها، بل المصيبة الأعظم تكمن أيضا في رداءة نخبها وتبلد إحساسها بالمسؤولية المطلوبة الملقاة على عاتق هذه النخب لتغيير هذا الوضع البائس الذي نعيشه؟!الرئيس بوتفليقة يشكركم على البقاء في النقاش على مستوى بن غبريت وأخطائها اللغوية والمطبعية.. ذاك هو مستوى هذه النخب.. أعوذ بالله مما نحن فيه من رداءة وهوان وسوء تفكير وتدبير[email protected]

مقال مؤرشف


هذا المقال مؤرشف, يتوجب عليك الإشتراك بخطة الممتاز+ لتتمكن من الإطلاع على المقالات المؤرشفة.

تسجيل الدخول باقة الاشتراكات